ولا يخفى حصولها (١) بذكره ثالثا [و] تتابع الإضافات مثل [قوله :
حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي] |
|
فأنت بمرأى من سعاد ومسمع (٢) |
ففيه (٣) إضافة حمامة إلى جرعى وجرعى إلى حومة وحومة إلى الجندل ، والجرعى تأنيث الأجرع ، قصرها للضّرورة (٤) وهي أرض ذات رمل لا تنبت شيئا
______________________________________________________
(١) أي حصول الكثرة بذكر الواحد ثالثا.»
(٢) قوله «حمامة» كسماحة ، مؤنّث حمام ، وهو طائر معروف «جرعى» بالجيم والرّاء والعين المهملتين كسكرى مقصور جرعاء للضّرورة وهي كحمراء أرض ذات رمل مستوية لا تنبت شيئا «حومة» بالحاء المهملة والواو كطلحة معظم الشّيء «الجندل» بالجيم والنّون والدّال المهملة كجعفر الحجارة ، وروي (دومة الجندل) بالدّال المهملة مكان حائه وهو مركّب إضافي ، اسم موضع «اسجعي» أمر من السّجع ، وهو صوت الحمام «مرأى ومسمع» للمكان من الرّؤية والسّمع ، يقال : (أنت بمرأى ومسمع منّي) ، أي بحيث أراك وأسمع صوتك ، «سعاد» بالمهملات كغراب أو مرخّمة سعادة كسماحة اسم امرأة.
حاصل معنى البيت : أمر الحمامة بالإسجاع ، لأنّها في موضع النّشاط والطّرب برؤية المحبوبة أي سعاد وسماع صوتها ، لأنّ رؤية المحبوبة تفوق رؤية الأزهار وسماع صوتها يفوق على سماع صوت الأوتار ، فليس المراد أمر الحمامة بالسّجع لكونها في موضع تراها المحبوبة وتسمع صوتها ، كما توهّمه بعضهم.
الإعراب : «حمامة» منادى بحذف حرف النّداء ومضاف إلى «جرعى» ، «جرعى» مضاف إلى «حومة» ، «حومة» مضاف إلى «الجندل» ، «اسجعي» فعل أمر وفاعله الضّمير المستتر فيه ، «فأنت» الفاء للسّببيّة والعطف ، و «أنت» مبتدأ «بمرأى» جار ومجرور متعلّق بمقدّر خبر «أنت» ، «من سعاد» جار ومجرور متعلّق ب «مرأى» «و» حرف عطف «مسمع» عطف على «مرأى» أي مسمع منها. الشّاهد : في كون هذا البيت بحسب مصراعه الأوّل مشتملا على تتابع الإضافات ، فيكون غير فصيح على زعم هذا القائل.
(٣) أي ففي هذا البيت.
(٤) أي للضّرورة الشّعريّة.