على ما أشار إليه الإمام المرزوقي تهكّم واستهزاء ، كأنّه يرميه (١) بأنّ فيه من الضّعف والجبن بحيث لو علم أنّ فيهم رماحا لما التفت لفت (٢) الكفاح (٣) ، ولم تقو (٤) يده على حمل الرّماح على (٥) طريقة قوله : فقلت (٦) لمحرز لمّا التقينا (٧) تنكّب (٨) ولا يقطّرك الزّحام (٩) يرميه (١٠) بأنّه لم يباشر الشّدائد
______________________________________________________
(١) أي كأنّ الشّاعر يطعن ويعيب شقيقا وينسبه بأنّ فيه من الضّعف والجبن على درجة لو علم أنّ في بني عمّه رماحا لما التفت لفت الكفاح ، أي لما انصرف إلى جانب المحاربة والمقاتلة. وحاصل معنى العبارة : إنّ في البيت تهكّما من الشّاعر شقيق واستهزاء به ، وذلك لأنّ مثل هذه العبارة أعني قوله : «إنّ بني عمّك ...» إنّما تقال لمن يستهزأ به لكونه لا قدرة له على الحرب ، بل عند سماعه به يخاف ولا يقدر على حمل الرّماح ، ولا غيرها من آلات الحرب لجبنه وضعفه.
(٢) قوله : «لفت» بمعنى الجانب.
(٣) بمعنى المحاربة والمقاتلة والمعارضة للحرب.
(٤) أي لم تقدر على حمل الرّماح.
(٥) الظّرف إمّا متعلّق بقوله : «تهكّم واستهزاء» أو متعلّق بمحذوف صفة للتّهكّم ، أي في البيت تهكّم آت على طريقة التهكّم في قوله ، أي قول أبي ثمامة البراء بن عازب الأنصاري.
(٦) أي قال الإمام المرزوقي «لمحرز» وهو اسم رجل من بني ضبة أو خبة ـ في بعض النسخ ـ.
(٧) أي وقت المحاربة.
(٨) أي تبعّد عن الطّريق لا يسقطك القتال ، أو بمعنى تجنّب مفعوله محذوف وهو القتال أو المقاتلين.
(٩) بجزم «يقطّرك» ، لأنّه وقع في جواب الأمر ، والتّقطير هو الإلقاء على الأرض على البطن أو على أحد الجانبين ، والمراد منه في المقام الإلقاء على الأرض مطلقا ، و «الزّحام» مصدر بمعنى المزاحمة ، والمراد منه في المقام مزاحمة الجيش بخيلها عند القتال. فمعنى العبارة : فقلت لمحرز لما التقيناه في الحرب تنكّب القتال أو المقاتلين ، أي اعدل عن طريقهم «لا يقطّرك الزّحام» أي لا يلقك على جانبيك ، أو على قفاك لضعف بنائك أي بنيتك.
(١٠) أي ينسبه إلى عدم مباشرة الشّدائد.