وللتّنبيه (١) على هذا تعرّض المصنّف في المتن لبيان فائدة هذا القيد (٢) مع أنّه ليس ذلك من دأبه (٣) في هذا الكتاب واقتصر (٤) على بيان إخراجه لنحو قول الجاهل مع أنّه يخرج الأقوال الكاذبة أيضا [ولهذا (٥)] أي لأنّ مثل قول الجاهل خارج عن المجاز لاشتراط التّأوّل فيه [لم يحمل نحو قوله :
أشاب الصّغير (٦) وأفنى الكبي |
|
ر كرّ الغداة ومرّ العشيّ |
على المجاز] أي (٧) على أنّ إسناد أشاب وأفنى إلى كرّ الغداة ومرّ العشيّ مجاز
______________________________________________________
(١) علّة تقدّمت على المعلول ، وهو قوله : «تعرّض».
(٢) أي قيد «بتأوّل».
(٣) أي ليس ذكر فائدة القيود من عادة المصنّف في هذا الكتاب وإن كان هذا على خلاف كتاب الإيضاح فيكون قوله في هذا الكتاب احتراز عن الإيضاح.
(٤) هذا اعتراض من الشّارح على المصنّف وحاصله : إنّ المصنّف اقتصر في فائدة القيد المذكور على إخراج قول الجاهل مع أنّه يخرج الأقوال الكاذبة أيضا.
(٥) علّة تقدّمت على معلولها وهو قوله : «لم يحمل نحو ...» أي لخروج قول الجاهل عن المجاز لأجل اعتبار التّأوّل في المجاز «لم يحمل نحو قوله : أشاب الصّغير وأفنى الكبير كرّ الغداة ومرّ العشيّ على المجاز».
(٦) بمعنى جعله شابّا «أفنى» ماض من الإفناء ، وهو ضدّ الإبقاء ، «كرّ» من الكرّ بمعنى الرّجوع «الغداة» خلاف العشيّ ، «مرّ» من المرّ خلاف الكرّ.
(٧) التّفسير إشارة إلى أنّ العبارة محمولة على حذف المضاف ، أي لم يحمل إسناد «نحو قوله ...».
الإعراب : «أشاب الصّغير» فعل ومفعول «و» حرف عطف «أفنى الكبير» فعل ومفعول عطف على سابقتها «كرّ الغداة» مضاف ومضاف إليه «ومرّ العشيّ» مضاف ومضاف إليه عطف على «كرّ الغداة» وهو فاعل لقوله : «أشاب» أو «أفنى» على اختلاف القولين في باب التّنازع.
والشّاهد فيه : هو إسناد «أشاب وأفنى» إلى «كرّ الغداة ومرّ العشيّ» من دون قرينة صارفة