هو الشّعر المجتمع في نواحي الرّأس (١) [جذب اللّيالي (٢)] أي مضيّها واختلافها (٣) [ابطئي واسرعي] هو حال من اللّيالي على تقدير القول (٤) ، أي مقولا فيها (٥) ، ويجوز أن يكون الأمر بمعنى الخبر (٦) [مجاز] خبر أنّ ، أي استدلّ على أنّ إسناد ميّز إلى جذب اللّيالي مجاز [بقوله] متعلّق باستدلّ أي بقول أبي النّجم [عقيبه] أي عقيب قوله : ميّز عنه قنزعا عن قنزع [أفناه] أي (٧) أبا النّجم أو شعر رأسه (٨) ،
______________________________________________________
من أن رأت رأسي كرأس الأصلع |
|
ميّز عنه قنزعا عن فنزع |
وأمّ الخيار اسم امرأة.
(١) أي في أطرافه ، وتكون عن الثّانية بمعنى بعد ، كما في قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ)(١) أي بعد طبق.
(٢) فاعل «ميّز» بمعنى أزال بدليل «عنه» و «قنزعا» مفعول به له.
(٣) أي تعاقبها ، لأنّ بعضها يخلف بعضا ، والمعنى أنّ هذه الحبيبة أعني أمّ الخيار أصبحت مدّعية عليّ ذنوبا لم أرتكب شيئا منها ، لرؤيتها رأسي كرأس الأصلع لكبري وأزال أو فصل اختلاف اللّيالي الشّعر الّذي يقع حوالي الرّأس وجوانبه ، ثمّ قال : أفنى شعر رأسي قول الله وأمره بالطّلوع والغروب.
(٤) بناء على ما هو المشهور من أنّ الجملة الإنشائيّة لا تصلح لأن تقع حالا إلّا بتقدير القول ، أي مقولا من النّاس في حقّها حين اليسر والرّفاهية والسّرور والفرح «ابطئي» وحين العسر والضّيق والحزن «اسرعي».
(٥) أي في حقّ اللّيالي.
(٦) فالمعنى حينئذ حال كونها تبطئين أو تسرعين ، أو أبطأت أو أسرعت كما في بعض الشّروح ، فكانا حالين بلا تقدير ، وإنّما عبّر بصيغة الأمر للدّلالة على أنّ اللّيالي في سرعتها وبطئها مأمورات بأمره تعالى ومسخّرات بكلمة (كن فيكون).
(٧) أي جعل أبا النّجم فانيا.
(٨) التّفسير المذكور إشارة إلى أنّ الضّمير إمّا عائد إلى أبي النّجم المعبّر عنه بضمير التّكلّم في قوله : «عليّ ذنبا» فيكون فيه التفات من التكلّم إلى الغيبة ، وعلى هذا فلا بدّ
__________________
(١) سورة الانشقاق : ١٩.