ضرب وهزم وغيره (١) مثل قرب وبعد [وصدوره] عطف على استحالة أي كصدور الكلام (٢) [عن الموحّد في مثل أشاب الصّغير] وأفنى الكبير البيت (٣) ، فإنّه (٤) يكون قرينة معنويّة على أنّ إسناد أشاب وأفنى إلى كرّ الغداة ومرّ العشيّ مجاز (٥).
لا يقال : هذا (٦) داخل في الاستحالة.
______________________________________________________
(١) أي غير الصّدور من الاتّصاف والحلول مثل قرب وبعد ومرض ومات ، لأنّ القرب والبعد من الأمور النّسبيّة ، فلا يجوز أن يصدر عن ظرف فحسب ، بل عنه وعن غيره ، مثلا إذا قلت : قربت الدّار أو بعدت عنها ، كان القرب والبعد قائمان بالدّار على نحو الاتّصاف ، وكذا المرض والموت قائمان بزيد على نحو الاتّصاف.
(٢) قوله : «كصدور الكلام» إشارة إلى أنّ الضّمير في قوله : «وصدوره» عائد إلى الكلام المعلوم بقرينة المقام كما يدلّ عليه ما ذكره في الإيضاح حيث قال : وكصدور الكلام عن الموحّد في مثل قوله : «أشاب الصّغير» ، والأولى إرجاع الضّمير إلى المجاز لئلّا يقطع سلك الضّمائر عن الانتظام.
لا يقال : إنّ هذا لا يصحّ ، إذ يصبح المعنى حينئذ من قرائن المجاز صدور المجاز عن الموحّد ، فيلزم أن يعرف المجاز من المجاز وهو باطل.
فإنّه يقال : إنّ المراد بالمجاز المضاف إليه في قوله : «وصدوره» ليس ما هو المجاز بالفعل ، بل المراد ما يؤول كونه مجازا فيكون المعنى من قرائن المجاز صدور ما يؤول إلى كونه مجازا من الموحّد فإذا يصحّ إرجاعه إلى المجاز.
(٣) أي اقرأ تمام البيت ، أي أشاب الصّغير وأفنى الكبير كرّ الغداة ومرّ العشيّ ، ثمّ التّمثيل به مبنيّ على فرض العلم بحال قائله بأنّه مؤمن وما سبق من عدم حمله على المجاز العقليّ مبنيّ على عدم العلم أو الظّنّ بحاله ، فلا منافاة بين التّمثيلين.
(٤) أي الصّدور عن الموحّد قرينة معنويّة على أنّ الإسناد المذكور مجاز عقليّ.
(٥) خبر أنّ في قوله : «على أنّ إسناد ...».
(٦) أي الصّدور عن الموحّد في مثل «أشاب الصّغير» داخل في الاستحالة العقليّة ، لأنّ الموحّد يحيل قيام الإشابة والإفناء بالمسند إليه المذكور ، فلا يصحّ أن يجعل مقابلا للاستحالة.