العقليّ [السّكّاكي] وقال (١) الّذي عندي نظّمه في سلك الاستعارة بالكناية (٢) بجعل (٣) الرّبيع استعارة بالكناية (٤) عن الفاعل الحقيقيّ بواسطة المبالغة في التّشبيه (٥) وجعل نسبة الإنبات إليه (٦) قرينة للاستعارة (٧)
______________________________________________________
لاعتبارات البلغاء بإدراج المجاز العقليّ في الاستعارة بالكناية.
(١) أي السّكّاكي «الّذي عندي نظمه» ، والضّمير في «نظّمه» راجع إلى أمثلة المجاز العقليّ وأفرده باعتبار التّأويل بما ذكر في كلماتهم.
(٢) قال العلّامة المرحوم الشّيخ موسى البامياني : (في كلامه هذا استعارة بالكناية حيث شبّه إفراد الاستعارة بالكناية بالدّرر في الظّرافة ، والتّرتيب ميل الطّبع إليها ، ثمّ ترك أركان التّشبيه سوى لفظ الموضوع للمشبّه ، واستعمل فيما ادّعي أنّه المشبّه به ، وليس إلّا هو ، فلفظ «استعارة بالكناية» في كلامه استعارة بالكناية ، وإثبات السّلك المتوهّم تخييل ، وذكر النّظم ترشيح). وتقدّم الكلام حول الاستعارة بالكناية على مذهبه في أوّل الكتاب عند شرح قوله : «وبه يكشف عن وجوه الإعجاز أستارها» فراجع.
(٣) الباء للسّببيّة.
(٤) مثلا إذا قلنا : أنبت الرّبيع البقل ، على مذهب السّكّاكي فقد شبّهنا الرّبيع بالفاعل المختار من حيث ملابسة الفعل لكلّ منهما ، أمّا في الفاعل الحقيقيّ فلقيامه به وأمّا في الرّبيع فلكونه زمانه واقعا فيه ، ثمّ أطلقنا المشبّه الّذي هو الرّبيع وأردنا المشبّه به الّذي هو الفاعل الحقيقيّ بقرينة إسناد الإنبات إليه ، وهذا معنى الاستعارة بالكناية ، فيكون على هذا المجاز في الفاعل فقط ، والإسناد حقيقة.
(٥) الظّاهر إنّ مراده بالمبالغة في التّشبيه هو إدخال المشبّه في جنس المشبّه به وجعله فردا من أفراده ادّعاء ، وقوله : «بواسطة المبالغة» متعلّق بالجعل ، فمعنى العبارة : إنّ جعل الرّبيع استعارة حاصل بواسطة المبالغة في التّشبيه وإدخال المشبّه في المشبّه به وجعله فردا من أفراده ادّعاء.
(٦) أي الرّبيع ، قوله : «وجعل» عطف على قوله : «بواسطة».
(٧) لا يقال : إنّ قرينة الاستعارة بالكناية عنده إثبات الصّورة الوهميّة المسمّاة بالاستعارة التّخييليّة للمشبّه لا إثبات المعنى الحقيقيّ الّذي يكون للازم المشبّه به