اسم لمفهوم الواجب لذاته (١) أو المستحقّ للعبوديّة له (٢) ، وكلّ منهما (٣) كلّي انحصر في فرد (٤) ، فلا يكون علما (٥) لأنّ مفهوم العلم جزئيّ (٦) ، وفيه (٧) نظر ، لأنّا لا نسلّم أنّه اسم لهذا المفهوم الكلّي ، كيف! وقد اجتمعوا على أنّ قولنا : لا إله إلّا الله كلمة التّوحيد ، ولو كان الله اسما لمفهوم كلّي لما أفادت التّوحيد ، لأنّ الكلّي من حيث إنّه كلّي
______________________________________________________
(١) أي الّذي لا يحتاج في وجوده إلى غيره ، ثمّ إضافة المفهوم إلى الواجب بيانيّة ، فالمعنى أنّ الله اسم لمفهوم هو الواجب لذاته.
(٢) أي الّذي مستحقّ للعبوديّة ، فالضّمير راجع إلى الألف واللّام في المستحقّ ، لأنّ الألف واللّام بمعنى الّذي.
(٣) أي الواجب لذاته والمستحقّ للعبودية.
(٤) أي فرد واحد كالشّمس والقمر مثلا.
(٥) أي فلا يكون لفظ الجلالة علما.
(٦) أي المراد بالجزئيّ هو الجزئيّ الحقيقيّ حتّى ينافي الكلّيّة ، وإلّا فالجزئيّ الإضافيّ لا ينافي الكلّيّة.
(٧) أي في زعم البعض نظر وإشكال من جهتين على ما في المطوّل :
الجهة الأولى : إنّ الالتزام بكون لفظ (الله) اسم جنس مستلزم لخرق الإجماع فإنّ كلمة (لا إله إلّا الله) تفيد التّوحيد وتدلّ عليه بالاتّفاق من غير أن يتوقّف على اعتبار عهد وملاحظة أنّ مدلوله في فرد واحد خارجا ، والقول بكونه اسم جنس ينافي هذا الاتّفاق حيث إنّها حينئذ لا تفيد التّوحيد إلّا بملاحظة العهد وانحصار مدلوله في فرد واحد خارجا وهذا باطل لكونه خرقا للإجماع ، فكونه اسم جنس باطل ، لأنّ بطلان اللّازم يكشف عن بطلان الملزوم. هذا ما أشار إليه بقوله : «كيف وقد اجتمعوا ...» حيث يكون الاستفهام إنكاريّا.
الجهة الثّانية : إنّ الالتزام بكونه اسم جنس مستلزم لأحد أمرين :
أحدهما : استثناء الشّيء عن نفسه.
ثانيهما : الكذب ، وذلك لأنّ المراد بالإله في قولنا : (لا إله إلّا الله) ، إمّا مطلق المعبود يلزم المحذور الثّاني ، وإمّا المعبود بالحق فيلزم المحذور الأوّل ، وكلاهما باطل فلا بدّ من الالتزام بكونه علما.