متعلّق بالتّنبيه ، أي للتّنبيه على أنّ المشار إليه [جدير (١) بما يرد به بعده] أي بعد اسم الإشارة (٢) [من أجلها (٣)] متعلّق بجدير ، أي حقيق بذلك (٤) ، لأجل الأوصاف (٥) الّتي ذكرت بعد المشار إليه (٦) [نحو](الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) إلى قوله : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(١) (٧)] عقّب المشار إليه ، وهو (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ) بأوصاف متعدّدة من الإيمان بالغيب وإقامة الصّلاة وغير ذلك (٨). ثمّ عرّف المسند إليه بالإشارة تنبيها (٩) على أنّ المشار إليهم أحقّاء بما يرد بعد أولئك ، وهو
______________________________________________________
(١) أي لائق وحقيق ، فجدير خبر أنّ في قوله : «أنّه» وقد سبق وجه التّنبيه حيث قلنا : إنّ مقتضى ظاهر المقام إيراد الضّمير ...
(٢) وهو لفظ (أُولئِكَ) في المثال ، وفي تفسير مرجع الضّمير في قوله : «بعده» باسم الإشارة تأمّل ، لأنّ اسم الإشارة ليس بمذكور في المتن ، والحقّ أن يرجع إلى المشار إليه ، إلّا أن يقال : إنّ مرجع الضّمير مذكور ضمنا.
(٣) أي الأوصاف.
(٤) أي بالهدى والفلاح.
(٥) أي الإيمان وإقامة الصّلاة وغيرهما.
(٦) أي لفظ (الَّذِينَ).
(٧) الشّاهد فيه : هو (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فالمشار إليه هو قوله تعالى للمتّقين (الَّذِينَ ،) والأوصاف الواقعة عقبه ، هي إيمان المتّقين بالغيب ، وإقامتهم الصّلاة ، وإنفاقهم ممّا رزقهم الله ، وإيمانهم بما أنزل على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبما أنزل على من قبله من الرّسل وإيقانهم بثبوت الحشر والجزاء ، ولأجل تلبّسهم بتلك الأوصاف الثّمينة كانوا على هدى من ربّهم وأنّهم هم المفلحون.
(٨) أي كالإنفاق ممّا رزقهم الله ، والإيمان بما أنزل إلى الأنبياء والإيقان بالآخرة.
(٩) مفعول له لقوله : «عرّف المسند إليه» لأنّ إيراد اسم الإشارة بجعله كالمحسوس باعتبار التّمييز الحاصل بالاتّصاف وتعليق الحكم بمشتقّ يشعر بعليّة مأخذه.
__________________
(١) سورة البقرة : ٥.