ومفهوم المسمّى (١) من غير اعتبار (٢) لما صدق عليه من الأفراد [كقولك : الرّجل خير من المرأة (٣) ،
______________________________________________________
(١) عطف تفسيريّ على الحقيقة ، فيكون قوله : «ومفهوم المسمّى» تفسيرا للحقيقة ، وهذا التّفسير إشارة إلى أنّه ليس المراد بالحقيقة ههنا المعنى المشهور ، أي الماهية الموجودة في الخارج.
توضيح ذلك : إنّ الأمر الكلّي باعتبار وجوده في الخارج يسمّى بالحقيقة عند الفلاسفة ، وباعتبار تعقّله في الذّهن سواء كان له وجود في الخارج أم لا ، يقال له عندهم المفهوم ، وباعتبار وقوعه في جواب ما هو عند السّؤال عن الكثيرين المتّفقين بالحقيقة أو المختلفين ، يقال له عندهم الماهية.
وإذا عرفت هذا فنقول : إنّ التّفسير إشارة إلى أنّ المراد بالحقيقة هو المفهوم على خلاف اصطلاح الفلاسفة ليشمل قولنا : العنقاء والغول ، فإنّ اللّام فيهما للجنس مع أنّهما من الكلّيات الّتي لا فرد لها خارجا ، وإضافة «مفهوم» إلى «المسمّى» بيانيّة ، كخاتمه فضّة ، أي المفهوم هو مسمّى الاسم ، والنّسبة بين المفهوم والمسمّى عموم من وجه ، فإنّهما يوجدان معا فيما إذا كان ما وضع له اللّفظ كلّيّا ، ويوجد الأوّل فقط فيما إذا تعقّلنا كلّيّا في الذّهن ولم يوضع له لفظ بعد ، ويوجد الثّاني فقط ، فيما إذا كان الموضوع له جزئيّا حقيقيّا. فإنّه لا يقال عليه عند الأدباء ، وقد تقرّر في محلّه أنّ النّسبة بين المضاف والمضاف إليه إذا كانت عموما من وجه تكون الإضافة بيانيّة.
(٢) بيان وتفسير لقوله : «ونفس الحقيقة» أي من غير ملاحظة ما صدق عليه ذلك المفهوم من الأفراد ، كما في قولك : الحيوان جسم نام ، والإنسان حيوان ناطق ، لأنّ التّعريف إنّما هو للماهية ، وكما في اللّام الدّاخلة على موضوع القضيّة الطّبيعيّة نحو : الحيوان جنس ، والإنسان نوع ، فبقوله من غير اعتبار وقع الاحتراز عن العهد الذّهني والاستغراق فإنّهما وإن كانا من فروع لام الحقيقة عند المصنّف والشّارح إلّا أنّهما اعتبر في أحدهما بعض الأفراد الغير المعيّن وفي الآخر كلّ الأفراد.
(٣) أي جنس الرّجل وماهيّته خير من جنس المرأة وماهيّتها ، فلا يلزم من ذلك أن لا تكون امرأة خير من الرّجل لإمكان أن يكون الجنس الحاصل في ضمن كلّ فرد من