[نحو : هواي (١)] أي مهويّ (٢) ، وهذا (٣) أخصر من الّذي أهواه ونحو ذلك (٤) ، والاختصار مطلوب (٥) لضيق المقام ، وفرط السّآمة (٦) لكونه (٧) في السّجن والحبيب على الرّحيل [مع الرّكب اليمانين مصعد (٨)] أي مبعد ، ذاهب في الأرض.
______________________________________________________
والضّمير واسم الإشارة ، فلا يتمّ وجه عدم الورود أنّ هذه الأمور من الإضافة بالقياس إلى إحضار ذات المسند إليه ، وإن كانت أخصر ، وأمّا بالنّسبة إلى إحضاره ملبّسا بلباس مهواي ، فلا تكون أخصر بل الأمر بالعكس ، وأنّها أخصر الطّرق الّتي تفيد مقصود المتكلّم بحسب المقام.
(١) من إضافة هوا ـ بمعنى مهوى اعني محبوبتي ـ إلى ياء المتكلّم ، وفيه إشارة إلى أنّ الحبيبة منه بمنزلة الرّوح من البدن ، والظّرف أعني إلى ، متعلّق بموصول مقدّر ، أي أخصر طريق موصول إلى إحضاره ...
(٢) التّفسير إشارة إلى أنّ المصدر بمعنى اسم المفعول ، والصّواب أن يقال : مهويّتي أو محبوبتي ، يدلّ عليه ما بعد هذا البيت وهو :
عجبت لمسراها وإنّي تخلّصت |
|
إليّ وباب السّجن بالقفل مغلق |
(٣) أي الإضافة إلى ياء المتكلّم «أخصر من الّذي أهواه» على صيغة المتكلّم من هوى يهوي.
(٤) ممّا يدلّ على ما قصده المتكلّم ، كمن أهواه ، أو الّذي يميل إليه قلبي.
(٥) أي والحال إنّ الاختصار مطلوب ، وفيه إشارة إلى أنّ إحضاره في ذهن السّامع على أخصر طريق إنّما يقتضي تعريفه بالإضافة إذا كان الاختصار مطلوبا ، وإلّا فلا يقتضيه.
(٦) أي شدّة الملالة والحزن.
(٧) أي الشّاعر العاشق في السّجن ، والحال أنّ الحبيب كان عازما على الرّحلة والرّحيل اسم مصدر من الارتحال ، و «لكونه» علّة لضيق المقام.
(٨) «الرّكب» اسم جمع الرّاكب ، كصحب وصاحب «اليمانين» جمع يمان أصله يمنيّ ، حذفت ياء النّسبة ، وعوّض عنها الألف على خلاف القياس لكثرة الاستعمال والتّخفيف «مصعد» خبر «هوايّ» وقد عقّب مبعّدا بذاهب تنبيها على كونه لازما دون متعدّ «في