ويحصل التّقرير بالتّكرير (١) [وجاءني القوم أكثرهم] في بدل البعض (٢) [وسلب زيد ثوبه] في بدل الاشتمال (٣) وبيان التّقرير فيهما (٤) إنّ المتبوع يشتمل على التّابع إجمالا حتّى كأنّه مذكور أمّا في البعض فظاهر (٥) ، وأمّا في الاشتمال (٦) ، فلأنّ معناه أن يشمل المبدل منه على البدل لا كاشتمال الظّرف على المظروف ، بل من حيث كونه مشعرا به إجمالا ومتقاضيا له (٧) بوجه ما بحيث تبقى النّفس عند ذكر المبدل منه
______________________________________________________
المثال المذكور ، فإنّ الأخّ عبارة عن زيد.
قيل : إنّ الأحسن أن يسمّى هذا النّوع من البدل ببدل المطابق كما سمّاه بذلك ابن مالك في ألفيّته بدل الكلّ لوقوعه في اسم الله تعالى نحو : (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللهِ)(١) فيمن قرأ بالجرّ ، فإنّ المتبادر من الكلّ التبعيض والتّجزّي ، وذلك ممتنع في حقّه تعالى ، فلا يليق هذا الإطلاق بحسب الأدب وإن حمل الكلّ على معنى آخر.
(١) فإنّ الأخّ عبارة عن زيد فقد كرّر زيد بمعناه.
(٢) وهو الّذي يكون ذاته بعضا من ذات المبدل منه ، وإن لم يكن مفهومه بعضا من مفهومه.
(٣) وهو الّذي لا يكون عين المبدل منه ولا بعضه ، ويكون المبدل منه مشتملا عليه لا كاشتمال الظّرف على المظروف ، بل من حيث كونه دالا عليه إجمالا ومتقاضيا له بوجه ما بحيث تبقى النّفس عند ذكر المبدل منه متشوّقة إلى ذكره منتظرة له فيجيء هنا مبيّنا وملخّصا لما أجمل أوّلا ، كما في المطوّل وسيأتي في كلام الشّارح.
(٤) أي في بدل البعض والاشتمال.
(٥) أي في بدل البعض فظاهر ، لأنّ المبدل منه مثل القوم يشتمل إجمالا على كثيرهم وقليلهم ، فيكون مشتملا على التّابع وهو أكثرهم.
(٦) أي وأمّا اشتمال المتبوع على التّابع إجمالا في بدل الاشتمال ، فلأنّ معناه اشتمال المبدل منه على البدل ، من حيث كونه دالا عليه إجمالا ، لا كاشتمال الظّرف على المظروف.
(٧) أي مطالبا له ، ومترقّبا له بوجه ما.
__________________
(١) سورة إبراهيم : ١.