بلا فائدة وستعرف الفرق بينهما (١) في باب الإطناب [والتّعقيد] وهو كون الكلام مغلقا (٢) لا يظهر معناه بسهولة [قابلا] خبر بعد خبر ، أي كان قابلا [للاختصار (٣)] لما فيه (٤) من التّطويل [مفتقرا] أي محتاجا [إلى الإيضاح] لما فيه من التّعقيد [و] إلى
______________________________________________________
(١) أي بين الحشو والتّطويل ، وملخّص الفرق بينهما : أنّ الزّائد في الحشو متعيّن كالرّأس في قوله : فأورثني تكلّمه صداع الرّأس ، إذ الرّأس زائد على التّعيين ، حيث إنّ الصّداع مغن عنه من دون العكس.
وفي التّطويل غير متعيّن كقولك : أجد قوله كذبا ومينا ، فإنّ كلّا من الكذب والمين بمعنى واحد فأحدهما زائد ، وليس في المقام ما يعيّنه ، فعليه النّسبة بينهما هي التّباين لكونهما طرفي النّقيض.
(٢) إشارة إلى أنّ التّعقيد بمعنى حاصل المصدر لا بمعناه الحقيقي أي جعل الكلام معقّدا لأنّه لا يناسب المقام ، حيث إنّ المصنّف في مقام بيان معايب القسم الثّالث ، والتّعقيد بمعناه المصدري وصف للفاعل لا للقسم الثّالث ، ثمّ كون الكلام مغلقا إمّا بسبب خلل في اللّفظ أو بسبب خلل في الانتقال فالتّعقيد على الأوّل لفظي وعلى الثّاني معنوي.
(٣) أي قوله قابلا للاختصار راجع إلى التّطويل.
(٤) راجع إلى التّعقيد والحشو أي كان القسم الثّالث غير مصون عن التّطويل إلّا أنّ تطويله كان قابلا للاختصار وغير محفوظ عن التّعقيد إلّا أنّ تعقيده كان مفتقرا ومحتاجا إلى الإيضاح وغير خال عن الحشو إلّا أنّ حشوه كان مفتقرا إلى التّجريد. وقد اختار المصنّف في جانب التّطويل لفظ الاختصار وفي جانب التّعقيد والحشو لفظ الافتقار كي يكون إشارة إلى أنّ الاحتراز عن التّعقيد والحشو أهمّ من الاحتراز عن التّطويل. وذلك لأنّ التّطويل لا يكون مفسدا للمعنى ولا موجبا لصعوبة فهمه بخلاف التّعقيد والحشو.
فإنّ الأوّل : موجب لصعوبة فهم المراد ، لخلل في اللّفظ أو الانتقال.
والثّاني : قد يكون مفسدا للمعنى كما سيأتي في محلّه.
وقدّم الاختصار على الافتقار للاهتمام به لأنّ مؤلّفه مختصر وملخّص للقسم الثّالث من المفتاح. ثمّ المراد بالاختصار ما يقابل التّطويل ليشمل الإيجاز والإطناب والمساواة فإنّ تلك الثّلاثة بأجمعها ليست من عيوب الكلام.