[التّجريد] عمّا فيه من الحشو [ألّفت (١) جواب لمّا [مختصرا يتضمّن ما فيه (٢)] أي في القسم الثّالث [من القواعد (٣)] جمع قاعدة وهي (٤) حكم كلّي (٥)
______________________________________________________
(١) لا يقال إنّه كان على المصنّف أن يقول اختصرته بدل «ألّفت» مختصرا وذلك لوجهين : الأوّل : إنّ مؤلّفه مختصر للقسم الثّالث والمناسب لذلك أنّ يقول اختصرته.
والثّاني : إنّ اختصرته أوجز وأخصر من ألّفت مختصرا.
فإنّه يقال : إنّه اختار «ألّفت» للإشارة إلى أنّ همّه ونظره كان تأليف كتاب مشتمل على القواعد المذكورة في القسم الثّالث وعلى أشياء أخر استنبطها باجتهاده.
وكذلك إنّ قوله : «ألّفت ..» جواب لمّا في قوله «فلمّا كان علم البلاغة ...» فمعنى العبارة فلمّا كان علم البلاغة من أجلّ العلوم قدرا وكان القسم الثّالث من مفتاح العلوم أعظم ما صنّف ، ولكن غير مصون عن الحشو والتّطويل والتّعقيد ... ألّفت مختصرا.
(٢) أي أنّ مختصره يتضمّن ما في المفتاح أي يتضمّن معظم ما في القسم الثّالث وهو علم البلاغة وتوابعها فلا يرد عليه بعدم تضمّنه المباحث المذكورة في علم الجدل وعلمي العروض والقوافي ودفع المطاعن عن القرآن.
(٣) بيان لكلمة ما في قوله : «ما فيه».
(٤) تأنيث الضّمير في المقام إنّما هو باعتبار المرجع لانّ الضّمير إذا وقع بين المرجع والخبر المختلفين من ناحية التّذكير والتّأنيث كان إتيانه على طبق كلّ منهما صحيحا ، وقيل إنّ إتيانه على طبق الخبر أولى لكونه محطّا للفائدة.
(٥) لا يقال : إنّه لا يصحّ توصيف الحكم بالكلّي في قوله : «حكم كلّي» حيث جعل الحكم موصوفا بالكلّي. وذلك لأنّ الحكم معنى حرفيّ لا يكون إلّا جزئيّا حتّى فيما إذا كان موضوعه كلّيّا كما في قولنا : كلّ فاعل مرفوع ، فإنّ النّسبة الكائنة بين الطّرفين جزئيّة وإن كانا كلّيّين.
فإنّه يقال : إنّ توصيف الحكم بالكلّي من قبيل توصيف الشيء بحال متعلّقه وهو موضوعه فإنّ كلّيّة الحكم باعتبار كلّيّة موضوعه ، فالمعنى : وهي حكم على كلّي أي على موضوع كلّي «ينطبق» أي يشتمل ذلك الموضوع الكلّي على جميع جزئيّاته أي الكلّي ومعنى انطباقه : صدقه عليه ، وهو احتراز عن القضيّة الطّبيعيّة.
وهنا وجوه أخر في توجيه العبارة تركناها رعاية للاختصار.