لأنّ (١) المذكور فيه (٢) إمّا أن يكون من قبيل المقاصد في هذا الفنّ (٣) أو لا (٤)
______________________________________________________
أعظم أجزائه أو على طريقة حذف المضاف أي أعظم أجزاء المختصر ، فلا تكون الخطبة داخلة فيه لعدم كونها مقصودة بالذّات ، بل إنّما ذكرت بعنوان كونها مقدّمة لما هو المقصود في المختصر من المقدّمة والفنون الثّلاثة.
ثمّ التّرتيب المستفاد من قوله : «رتّب» إنّما هو بمعنى الاشتمال فمعنى العبارة حينئذ إنّ المصنّف جعل المختصر مشتملا على مقدّمة وثلاثة فنون ، فيكون التّرتيب متضمّنا لمعنى الاشتمال. وحينئذ لا حزازة في الإتيان بكلمة «على» فلا يرد عليه ما قيل : من أنّ التّرتيب لا يتعدّى بكلمة «على» الدّاخلة على نفس الأشياء الّتي وضع كلّ واحد منها في مرتبته ، فلا يصحّ أن تقول : رتّبت الكراسي على هذا الكرسي وذاك الكرسي.
(١) علّة للحصر المستفاد من قوله :
«رتّب المختصر على مقدّمة وثلاثة فنون» حيث إنّ كونه مسوقا في مقام تعداد أجزائه وتحديدها يفيد الحصر. فلا يرد أنّه لا معنى لدعوى الحصر ، لعدم ما يدلّ عليه من الطّرق المعروفة وغيرها.
(٢) من قبيل ظرفيّة الكلّ لكلّ واحد من أجزائه.
فإنّ المختصر عبارة عن الألفاظ المخصوصة والمذكور فيه : المقدّمة والقواعد وما يلحق من الشّواهد والأمثلة ، وجميع ذلك عبارة عن الألفاظ.
والقاعدة قضيّة كلّيّة يستنبط منها أحكام جزئيات موضوعها. والشّاهد عبارة عن الكلام الجزئي يذكر لإثبات القاعدة. والمثال عبارة عن القضيّة الجزئيّة الّتي تذكر لإيضاح القاعدة. والمقدّمة عبارة عن ألفاظ لها بما لها من المعاني ربط بالمقصود.
ومن ذلك يظهر أنّ ترتيب المختصر واشتماله على هذه الأمور من قبيل ترتيب الكلّ واشتماله على أجزائه لا من قبيل ترتيب الألفاظ واشتمالها على معانيها.
(٣) يراد به فنّ البلاغة وهو شامل للبديع من باب التّغليب.
ثمّ المراد من المقاصد ما يكون مقصودا بالذّات. وإلّا فالمقدّمة أيضا مقصودة في الفنّ لكنّها مقصودة بالتّبع لا بالذّات.
(٤) أي لا يكون من قبيل المقاصد.