يعنى أنّ ذوائبه مشدودة على الرّأس بخيوط (١) وأنّ شعره (٢) ينقسم إلى عقاص ومثنّى ومرسل والأوّل يغيب في الأخيرين والغرض بيان كثرة الشّعر (٣) والضّابط ههنا (٤) أنّ كلّ ما يعدّه الذّوق الصّحيح ثقيلا متعسّر النطق به فهو متنافر سواء كان (٥)
______________________________________________________
(١) يعني أنّ ذوائب الفرع «مشدودة على الرّأس» أي على وسطه «بخيوط» لا بخيط واحد بقرينة أنّ المقصود في المقام هو المبالغة في كثرة الشعر.
لا يقال : إنّ قول الشّارح «أنّ ذوائبه مشدودة» لا دليل عليه إذ لا يفهم من البيت شدّ الذوائب.
فإنّه يقال : يفهم من «مستشزرات» خصوصا إذا قرئ على صيغة المجهول لأنّ شعر النّاصية لا يبقى مرتفعا في وسط الرّأس ما لم يكن مشدودا بشيء. ويفهم أيضا من العقاص ، لأنّ العقيصة شعر ذو عقاص وهو الخيط الّذي تربط به أطراف الذوائب.
وقوله في تفسير العقيصة «وهي الخصلة المجموعة» دون المجتمعة يشعر بما ذكر لأنّ العقاص على تفسير الشّارح هذا هي الغدائر بعد أن شدّت لا غير.
(٢) أي أنّ شعر الممدوح ينقسم إلى ثلاثة أقسام ـ لا إلى أربعة أقسام كما توهّم بعض الشّارحين ـ وهي العقاص والمثنّى والمرسل ، والأوّل تغيب في الأخيرين لكثرتهما.
بقي الكلام في الإعراب فنقول : إنّ (فرع) موصوف معطوف على قوله : (أسبل) في الأبيات السّابقة (يزيّن المتن) فعل وفاعل ومفعول نعت لفرع. وكذلك (أسود فاحم أثيث كقنو النخلة) نعوت له (المتعثكل) نعت لقنو النخلة (غدائره) مبتدأ (مستتشرزات) اسم فاعل أو اسم مفعول خبر أوّل لغدائره (إلى العلى) متعلّق بمستشزرات (تضلّ العقاص في مثنّى ومرسل) فعل وفاعل ومتعلّق ، والجملة خبر ثان لغدائره والجملة الكبرويّة في موضع حال لفرع.
(٣) أي المقصود من هذا الكلام ليس مجرّد الإخبار بل هو بيان كثرة الشّعر ولو تعريضا أو كناية ولهذا جمع العقاص مع إفراد المثنّى والمرسل تنبيها على أنّ العقاص مع كثرتها كأنّها تغيب في مثنّى واحد ومرسل واحد من جهة كثرة كل واحد منها.
(٤) أي الضّابط المعوّل عليه «ههنا» أي في ضبط تنافر الحروف هو الذّوق.
(٥) أي سواء كان الثّقل من جهة قرب المخارج كما في قوله تعالى : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي