ومن هو محمد الذي خلف الإمام الحسن العسكري؟ أهو الإمام محمد الجواد ولم يخلّف إلاّ ابنه الإمام الهادي ـ سلام الله عليه ـ؟ أو هو أبو جعفر محمد بن عليّ صاحب البقعة المعظّمة بمقربة من بلد وقد مات بحياة أبيه الطاهر ، والإمامة مستقرّة لوالده؟ ومتى كان إماماً أو مدّعياً للإمامة حتى يخلّف غيره عليها؟
ومن هؤلاء الذين امتحنوا الحسن الزكيّ العسكريّ فلم يجدوا عنده علماً؟ ثمَّ وجدوه في جعفر الذي لم يُعرف منه شيء غير أنَّه ادّعى الإمامة باطلاً بعد أخيه وقصارى ما عندنا أنَّه أدركته التوبة ، ولم يوجد له ذكر بعلم أو ترجمة فيها فضيلة في أيٍّ من الكتب ، ولا نشرت عنه كتب الأحاديث شيئاً من علومه المدّعاة له عند الشهرستاني لو صدقت الأحلام ، وهذا الحسن العسكري عليهالسلام تجده في التراجم والمعاجم من الفريقين مذكوراً بالعلم والثقة ، وملء كتب العلم والحديث تعاليمه ومعارفه.
ومن هم الذين لقّبوا أتباع الحسن عليهالسلام بالحماريّة؟ نعم أهل بيت النبوّة محسودون في كلِّ وقت ، فكان يحصل لكلّ منهم في وقته من يسبّه حسداً ويسبُّ أتباعه ، لكن لا يذهب ذلك لقباً له أو لأشياعه ، وإنَّما يتدهور في مهوى الضعة.
ومتى كان الحسن بن عليّ بن فضّال في عهد الإمام الحسن العسكري؟ حتى يرجع عنه إلى جعفر ، وقد توفّي ابن فضّال سنة (٢٢١) ونطفة الحسن وجعفر بعدُ لم تنعقد ، وقبل أن يبلغ الحلم والدهما الطاهر الإمام الهادي المتولّد سنة (٢١٢).
ومن ذا الذي ذكر للإمام عليّ الهادي بنتاً اسمها فاطمة حتى يقول أحدٌ بإمامتها؟ فإنَّ الإمام عليهالسلام لم يخلّف من الذكور إلاّ الحسن والحسين وجعفراً ، ومن الإناث إلاّ عليّة ، باتّفاق المؤرخين.
هذا كلّ ما في علبة الشهرستاني من جهل وفرية سوّد بهما صحيفة من كتابه