وأمّا محمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن ، فإن كان يريد حفيد الحسين الأثرم ابن الإمام المجتبى ، فلم يذكر النسّابة فيه إلاّ قولهم : انقرض عقبه سريعاً ، ولم يسمّوا له ولداً ولا حفيداً. وإن أراد غيره فلم نجد في كتب الأنساب له ذكراً ، حتى تكفِّره الشيعة أو تؤمن به ، ولم نجد في الإماميّة من يكفِّر شخصاً يسمّى بهذا الاسم حسنيّا كان أو حسينيّا.
وأمّا محمد بن القاسم بن الحسن ، فهو ابن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يُلقّب بالبطحاني (١) ، عدّه شيخ الطائفة في رجاله (٢) من أصحاب الصادق ـ سلام الله عليه ـ ، وقال جمال الدين بن المهنّا في العمدة (٣) (ص ٥٧) : كان محمد البطحاني فقيهاً. ولم نجد لشيعيٍّ كلمة غمزٍ فيه حتى تكون شاهداً للفرية المعزوّة إلى الشيعة.
أمّا يحيى بن عمر فهو أبو الحسين يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ـ سلام الله عليهم ـ ، أحد أئمّة الزيديّة ، فحسبك في الإعراب عن رأي الشيعة فيه ما في عمدة الطالب لابن المهنّا (٤) (ص ٢٦٣) من قوله : خرج بالكوفة داعياً إلى الرضا من آل محمد ، وكان من أزهد الناس ، وكان مثقل الظهر بالطالبيّات يجهد نفسه في بِرِّهنَّ ـ إلى أن قال ـ : فحاربه محمد بن عبد الله ابن طاهر ، فقُتل ، وحُمل رأسه إلى سامرّاء ، ولمّا حُمل رأسه إلى محمد بن عبد الله بن طاهر جلس بالكوفة للهنا (كذا) ، فدخل عليه أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وقال : إنّك لتهنّأ بقتيلٍ لو كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيّا لعزّي فيه (٥) ، فخرج وهو يقول :
__________________
(١) يُروى بفتح الموحّدة منسوباً إلى البطحاء ، وبالضم منسوباً إلى بُطحان : وادٍ بالمدينة. عمدة الطالب : ص ٥٧ [ص ٧٢]. (المؤلف)
(٢) رجال الطوسي : ص ٢٩٨.
(٣) عمدة الطالب : ص ٧٢.
(٤) عمدة الطالب : ص ٢٧٣.
(٥) وذكره اليعقوبي في تاريخه : ٣ / ٢٢١ [٢ / ٤٩٧]. (المؤلف)