عوراء وقارصة شوهاء ، ألا وهي قوله في (ص ٦٥ ، ٦٦):
وما تكلّم ـ يعني السيِّد محسن الأمين ـ به في المتعة يكفي لإثبات ضلالهم ، وعندهم متعة أخرى يسمّونها المتعة الدوريّة ويروون في فضلها ما يروون ، وهي أن يتمتّع جماعة بامرأةٍ واحدةٍ ، فتكون لهم من الصبح إلى الضحى في متعة هذا ، ومن الضحى إلى الظهر في متعة هذا ، ومن الظهر إلى العصر في متعة هذا ، ومن العصر إلى المغرب في متعة هذا ، ومن المغرب إلى العشاء في متعة هذا ، ومن العشاء إلى نصف الليل في متعة هذا ، ومن نصف الليل إلى الصبح في متعة هذا. فلا بدع ممّن جوّز مثل هذا النكاح أن يتكلّم بما تكلّم به ويسمّيه الحصون المنيعة ... (١).
نسبة المتعة الدوريّة وقل الفاحشة المبيّنة إلى الشيعة إفكٌ عظيمٌ تقشعرُّ منه الجلود ، وتكفهرُّ منه الوجوه ، وتشمئزُّ منه الأفئدة ؛ وكان الأحرى بالرجل حين أفِك أن يتّخذ له مصدراً من كتب الشيعة ولو سواداً على بياض من أي ساقطٍ منهم ، بل نتنازل معه إلى كتاب من كتب قومه يسند ذلك إلى الشيعة ، أو سماعٍ عن أحدٍ لهج به ، أو وقوف منه على عمل ارتكبه أُناسٌ ولو من أوباش الشيعة وأفنائهم ، لكنَّ المقام قد أعوزه عن كلِّ ذلك لأنّه أوّل صارخ بهذا الإفك الشائن ، ومنه أخذ القصيمي في الصراع بين الإسلام والوثنيّة وغيره.
وليت الشيعة تدري متى كانت هذه التسمية؟ وفي أيِّ عصر وقعت؟ ومن أوّل من سمّاها؟ ولِمَ خَلت عنها كتب الشيعة برمّتها؟ أنا أقول ـ وعند جُهينة الخبر اليقين ـ : هو هذا العصر الذهبيّ ، عصر النور ، عصر الآلوسي ، وهو أوّل من سمّاها بعد أن اخترعها ، والشيعة لم تعلمها بعدُ.
وليت الرجل ذكر شيئاً من تلك الروايات التي زعم أنَّ الشيعة ترويها في فضل المتعة الدوريّة ، وليته دلّنا على من رواها ، وعلى كتابٍ أو صحيفةٍ هي مودعةٌ فيها ،
__________________
(١) يوافيك بسط القول في المتعة في الجزء السادس إن شاء الله تعالى. (المؤلف)