أنها خربة ، وبها أطلال كثيرة ، ويوجد بها حاليا تسعة محلات وأربعون محرابا منها ثلاثة عشر مسجدا جامعا العديد منها معطل ، فقد تعطلت بسبب ضمها للأوقاف الأميرية على يد الكاشفين ، وسنذكر الآن الجوامع العامرة بها ، أولا : الجامع الكبير فى الجهة الشرقية للمدينة ويبلغ طوله مائة خطوة وعرضه سبعين خطوة وبناحية المحراب اثنان وثلاثون عمودا مرمريا وحول الصحن اثنان وخمسون عمودا تحمل السقف ، وهو سقف خال من الزينة ، وسطح الجامع مغطى بالكلس ، وبفنائه شجرتان من شجر السدر ، وبوسط الفناء سبيل مياه ، وفى الزاوية اليمنى للفناء المئذنة وهى من أربعة طوابق ، وللجامع سبعة أبواب ، ويتم النزول إلى الجامع من الباب الموجود فى الناحية اليمنى بواسطة سلم حجرى من سبع درجات ، أما بقية الأبواب الأخرى فسلمها خمس درجات فقط ، ومنبر الجامع من الخشب القديم ، وعلى الحائط الموجود يسار المحراب لوحة مربعة مرمرية مكتوب عليها بالخط الجلى : (أمر ببناء هذا الجامع الشريف أبا بكر بن عبد الله العساكر المنصورة أعز الله أنصاره سنة سبع وستمائة) وبين المنبر والمحراب لوحة مربعة عليها كتابات لم نستطع قراءتها ، ولكن عليها تاريخ سنة ثمانمائة وعلى الإطار العلوى للمنبر كتب ما يلى :
(أمر بتجديد هذا المنبر المبارك مولانا السلطان الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الصالحى فى شهر ذى القعدة سنة خمس وثمانين وستمائة).
وفى الناحية الشرقية للفناء ميقات شمسى على القبو فى غاية الجمال لا يستطيع أساتذة علم النجوم مثل بهرام وكوان وفيثاغورث وعلى قوشجى صنع ميقات مثله ، إنه ميقات مشهور فى ديار مصر كلها ، وهو مثل ربع الدائرة القطبية ، محرر به القطر والميل ، وقد كتب فوق هذا الميقات آية : (رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) [الفرقان : ٤٥] ، خلاصة الكلام إنه ميقات فى مرتبة السحر المبين ، إن هذا الجامع جامع أنور يجاب فيه الدعاء.
وبالقرب من هذا الجامع جامع السيد ناصر الدين أبو العمايم ، وجامع العجمى ويقع داخل السوق وهو جامع صغير وجامع الحنفى وهو جامع ذو مئذنة ، وجامع سيد أحمد