لا ينقص قطرة ، والحوانيت المذكورة موقوفة على هذا السبيل وفى أيام المولد تنصب آلاف الحوانيت والدكاكين من الخوص والغاب والكليم والخيام فى مكان المولد وبطول ساحل النيل ولا يعلم عدد تلك الحوانيت سوى الله حيث يأتى تجار الأقمشة من الهند واليمن ويستمر البيع والشراء عشرة أيام بلياليها ، ويقدر هذا البيع والشراء بمئات الآلاف من القروش ، وبخلاف الحوانيت فإن الطريق الرئيسى قد زين من على جانبيه بالمقاهى وبائعى الخبز وهو ما يضفى الجمال على الطريق بأكمله ، وبكل مقهى من تلك المقاهى توجد الراقصات وأهل الغناء ومن يعزف الرباب ، كما تنتشر الأسواق فى فناء جامع إبراهيم الدسوقى وخارج الفناء وتباع فيها الأشياء القيمة.
وهذا المكان مكان جيد للبيع والشراء لأنه داخل المدينة ويزيد مولد إبراهيم الدسوقى على مولد البدوى بأنه يأتيه أناس كثيرون وذلك لوجود المدينة على ساحل النيل فيأتى الزوار فى ألفى مركب وسفينة وصندل وزورق من كل المناطق الواقعة على نهر النيل من الإسكندرية وحتى الصعيد وبذلك يجتمع أناس كثيرون فى مولد الدسوقى ويكون هذا الجمع كاليم ، وترسو تلك السفن والمراكب على شاطئ النيل وقد تزين كل مركب منها بأربعين أو خمسين أو مائة أو مائتى راية وعلم كما يوجد بها آلاف القناديل ، وبكل سفينة من السفن الجريم والعقبة الآلات والأسلحة ، ويتم تجهيز المقاعد للضيوف القادمين ، ويضاء كل ليلة مئات الآلاف من القناديل حتى وقت السحر وتطلق الأعيرة النارية والفشنك ، وتدق الطبول فى كل النواحى ، فتكون كل ليلة ونهار من تلك الأيام بمثابة عيد الأضحى.
كما يقوم أصحاب الخيام والحوانيت برش المياه أمام الخيام والحوانيت مما لا يسمح بوجود ذرة غبار واحدة ، ويطيب النسيم فيحيى العاشقين ، ويخرج العاشقون من المراكب والسفن وينتشرون على ضفاف النيل وينصبون خيامهم تحت أشجار النخيل ويطهون الأطعمة النفيسة ، ويعيشون على ذلك ليلا ونهارا ويصبح مجلسهم مثل مجلس حسين بيقارا بسبب المطربين والعازفين ففى كل ناحية وزاوية تجد جماعة تجلس مع