بعضها يتسامرون أحيانا ويذكرون تارة أخرى وبالرغم من ذلك يكون عدد الخيام فى مولد أحمد البدوى أكبر من عدد الخيام فى مولد إبراهيم الدسوقى ، وذلك لأن حوالى أربعين أو خمسين ألف من الفلاحين والملاحين يرقدون فى السفن والمراكب ، أما بالنسبة لعدد الرجال فمولد الدسوقى أكبر من حيث العدد والجمع به يكون مثل البحر ، حيث يختلط الكتف بالكتف من شدة الزحام وتأتى السفن من كل البلدان بالطعام والشراب ، وينصب مشايخ الطرق خيامهم فى أحد أطراف تلك المدينة على المراعى والأراضى الخضراء وينشغلون بالذكر فى كل ليلة حتى الصباح ، ويصل صدى ذكرهم إلى عنان السماء.
وفرقة أخرى تركب السفن ليلا وتصل حتى محلة أبو على ويطلقون الأعيرة النارية والفشنك وهم يهتفون باسم السلطان محمد خان ، ويدقون الطبول ويسيرون مع النيل ثم يأتون إلى مركزهم ويستقرون به ، أما طائفة العربان فإنهم يصفقون ويقولون : (الله ينصر السلطان) وتصبح خيامهم وأسواقهم بذلك أشبه بضجيج الهند كما يبقى فى كل سفينة ومركب ألفى رجل يقومون بالدعاء بالخير للسلطان وكل سفن المشايخ فى مولد الدسوقى مثل سفن المشايخ فى مولد البدوى أربع طبقات.
وفى اليوم الثامن من مولد الدسوقى وهو يوم الأربعاء ينادى الدلالون فى قصبة دمنهور بولاية البحيرة بالمولد الشريف فيذهب موكب عظيم به سبعمائة من المشايخ وعشرين ألف من الدراويش والمريدين بالكسوة الشريفة الخاصة بالشيخ الدسوقى ويضعونها على صندوق ضريحه وفى يوم الجمعة يخرج الموكب العظيم على دقات الطبول والتوحيد بوضع الكسوة على ضريح الشيخ إبراهيم الدسوقى ، ويكون بهذا الموكب سبعمائة من المشايخ وأربعين ألف مريد ودرويش من مريدى الطرق البرهانية والرفاعية والجيلانية ويقومون بتجديد الكسوة على الضريح ثم يدعون للسلطان وكل سلاطين آل عثمان ولأصحاب الخيرات بالخير.
وفى ذلك اليوم يؤدى كاشف الغربية خدمة أيضا ، حيث يذهب كل الزوار والتجار