أن العمود مثل الذراع لذا يخاف أى شخص يصعد إليه ومحراب الجامع قديم ، على جانبيه عمودان مرمريان فى غاية الجمال ، وبداخل المحراب نقش خطى بخط الثلث مكتوب على أرضية مرمرية وهو لآية قرآنية : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) [النور : ٣٦].
وأمام قصر الكاشف جامع المرحوم وهو جامع عتيق ، وقد سمى بجامع المرحوم نظرا لأن كل صلوات الجنازة تؤدى فيه ، طوله وعرضه مائة خطوة ، بديع البناء للغاية ، وبه اثنين وثلاثين كمره تشبه الأعمدة تحمل السقف ، وليس بالجامع قبة ، وللجامع ثلاثة أبواب اثنان جانبيان وواحد للقبلة ، وبوسط فناء الجامع شجرتى نخيل وشجرة سدر ، تحت تلك الأشجار توجد صنابير على حجر أزرق يقوم أصحاب المذهب الحنفى بتجديد وضوئهم منها ، ولهذا الحجر قصة وهى أنه كان قديما قبرا لأحد ملوك القبط وعند ما استولى العربان عليه ألقوا التابوت خارجا واستخدموا مكانه كمرحاض (بيت خلاء) وعلى الجوانب الأربعة للحوض توجد نقوش خطية للكهنة القدامى وقد تجولت فى أقاليم مصر ثمانى سنوات ولم أر مثل تلك النقوش فى إسنا أو أسوان فهو حجر ملئ بالغرائب والعجائب ، ويقول بعض أصحاب الحرف أنهم يعجنون هذا الحجر ويستخدمونه فى بعض الخزف والصناعات ، ولا يوجد بهذا الجامع أى طلاءات بالكلس وليس له مئذنة.
وتوجد ثمانية أعمدة مرمرية على الجهة الجانبية على جانبى باب القبلة ، أعمدة فى غاية الجمال لا يشبهها أعمدة ، ولكن نظرا لتوقف أوقاف الجامع فقد بقى الجامع معطلا ، وعلى منبره نقوش محفورة على الخشب نقوش عربية ونجوم وقطع القيشانى وأفرع نباتية ، إنه منبر عجيب وغريب كاللوحة الفنية حتى أن بعض الرسامين سرقوا الصنعة منه ، وعلى باب هذا المنبر لوحة بها نقش خطى مكتوب بالخط المحفور كتب بها عبارة :
(بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين جدد هذا