ـ متنزه العادلية :
واد يقع بين القاهرة وسبيل علام ، يبعد ساعتين عن القاهرة ، كان فى الزمان الخالى مستقرا لقبائل «العادلية» ، أقام به طومانباى جوسقا كان يعقد فيه الديوان لإقامة العدل والميزان بين الناس ، لذا سمى هذا الوادى ب «العادلية».
إنها بقعة طيبة النسيم تنشرح بها الصدور. إذا ما زارها عليل وجد الشفاء.
سبق الحديث فى عدة مواضع عن المعارك التى دارت رحاها بين السلطان طومانباى والسلطان سليم والتى على أثرها قبض سليم على طومانباى وصلبه على باب زويلة فوضع بذلك حدا للفتن والاضطرابات فى مصر. ثم أنزل سليم طومانباى من المشنقة وصلى عليه صلاة الجنازة وأمر بدفنه فى ضريحه بالعادلية.
ولما كان طومانباى سلطانا من أهل التقوى والصلاح ، حافظا لكلام الله لم يصادر السلطان سليم أوقافه بل زين ضريحه بالأنوار وكان يزوره فى كل مرة يأتى فيها إلى العادلية.
وطومانباى مدفون فى تابوت من الرخام تحت قبة عالية ترتفع إلى عنان السماء وعلى الجوانب الأربعة لتابوته الرخامى نقشت آية الكرسى وتاريخ هو :
(تحريرا فى سنة ستة وتسعمائة).
وبوفاة طومانباى دالت دولة الشراكسة. ولقد كان سلطانا صاحب خيرات له الكثير من المؤسسات الخيرية ، فالخان والزاوية والتكية والمبرة والسبيلان والساقية والمطبخ والغرف والقاعات المتعددة الخاصة بالباشاوات والقصور والأبهاء التى تشبه القلاع وما حولها من دور للضيافة كلها من خيراته رحمة الله عليه.
وهناك العديد من المتنزهات فى مختلف أنحاء القاهرة ، إلا أن ما ذكرته هو ما زرته وشاهدته بعينى ، لا ما سمعت عنه واجترأت على وصفه والله المستعان. إلا أن ألطف وأجمل هذه المتنزهات كان تكية «أثر قدم النبى».