قبيلة الهوارة مهرا ومضيت إلى شاطئ النيل ثانية ، والنيل فى تلك الناحية واسع وفيه جزر ، وفى كل جزيرة غابة وهناك فى النيل تماسيح وأفراس النهر ، وإذا فاض النيل انشعب من النيل ترعة فى الرمل وهى ترعة عظيمة ، وفيها تجرى مياه النيل ، وبهذا الماء ترتوى آلاف القرى وفى هذه الترعة عمود عليه طلسم ضد التماسيح ولذلك تخاف التماسيح دخول هذه الترعة. فإذا دخلها تمساح نفق وانقلب على ظهره على وجه الماء ، وهناك التماسيح تأكل الجثث التى فى الطين وصغار الأحجار وتصعد من قاع النيل جثث التماسيح بين الجزر بعد أربعين يوما ويمضى أهل تلك القرى وأولادهم إلى شاطئ النيل وهم آمنون لا يخافون شيئا ، ويشربون من مائه ، ويمضى الرجال والنساء إلى ساحل النيل ، ويضربون ماء النيل بعصىّ غلاظ.
والتماسيح تخطف خيولهم وجمالهم وتصعد الجزر وتأكلها ، إنه حيوان لعين ويداه وقدماه ضعيفة وهو يبتلع الرجال والأطفال ، أما إذا دخل التمساح ترعة الرمل نفق فى التو من أثر الطلاسم التى فى الترعة ، والفلاحون يخلون جسمه من جلده ويصنعون من جلده قوارب يعبرون بها الترعة ومضينا سبع ساعات جنوبا وعلى بعد من النيل قصبة تمه.
أوصاف قصبة تمه (طما)
إنها التزام تابع لجرجا ، وبها خمسمائة بيت وجامعان ومقهى وبها سوق عظيمة ودار ضيافتها قصر كبير ، وفيها حدائق هنا وهناك وبها ساقية وزاوية ، وتجاوزناها إلى أرض ذات نخيل وبعد خمس ساعات بلغنا قصبة تحته (طهطا).
أوصاف قصبة تحته (طهطا)
بنيت فى عهد العباسيين إنها تابعة لجرجا ويتحصل منها ثلاثون كيسا وثلاثة آلاف أردب من الغلال وفيها من الجند ثلاثمائة. إنها كاشفية وليس فيها طوائف عسكرية ولا شيخ إسلام ولا نقيب أشراف ولا قواد ، وهى قضاء يدر مائة وخمسين أقجه ، وسبق أن تحصل من مائة وخمسين قرية فيها عشرة أكياس ، وأغا استعجال الغلال بها مقيم فى جرجا.
وهى تقع على ربوة بالقرب من شاطئ النيل ، وهى ليست قصبة كثيرة السكان أما