الحرب ، هذا كله ما يأتى على الترتيب لهؤلاء الغلمان السود ولهم كذلك عشرون جارية من بلاد الفونج إنهم يأتون فقراء خالين الوفاض ولكنهم يثرون بتلك الهدايا ومائة جمل بلدى وألف أردب من القمح ، وألف أردب من عدس وألف أردب من قريك ، وألف أردب من شعير ، ويسلم هذا كله إلى باشا الغلال ، وألف رأس من الغنم ، وألف رأس من الحملان تصل إلى وكيل الخراج ، ولوكيل الباشا فى كل عام عشرون كيسا ، وعشرة خيول ، وعشرة من العرب ، وخمسة من الطواشى ، وخمسة جمال ، وكلها تحمل السكر والعدس والبنّ ، كما تصل هدايا لا حصر لها إلى افندى الديوان ووزير مصر وسبعة عشر قائدا ، والحكام باشى والمشعل باشى ، هؤلاء ينالون هدايا لا تدخل تحت حصر ، وفضلا عن هذه الهدايا يتسلمون العيدية ، كما تصرف رواتب وتعيينات إلى أصحاب المناصب ورجال الديوان والقواد وطوائف الجند المصريين فى جرجا ومن يتبعهم من جند الحراسة والأئمة والخطباء والمشايخ وتصل فى كل عام إليهم أربعة آلاف رأس من الغنم وعشرون ألف أردب من حنطة وأربعون ألف أردب من شعير ، وفى كل يوم لهم عشرون ألف رغيف ، يزن كل رغيف تسعة دراهم ، وألف قنطار من الزيت وسبعون قنطارا من العسل ومائتا حقيبة من البن ومائة سفينة خشبية ، وآلاف من أحمال الجمال وهذه القرى هى التى تقدم هذه التعيينات وينال الجندى ثلاثمائة كيس علوفة ، والجندى ينال مرتبا شهريا قدره مائة قرش وحامل البندقية خمسة قروش مرتبا شهريا ، ورئيس الفرقة يتقاضى ألفى قرش وخمسة جياد فى العام ، وعشرون من رؤساء الفرق ينالون ألف قرش وجوادين ، أما الأوده باشية فيصرف لهم خمسمائة قرش وجواد واحد ، كما يبذل العطاء للخدم وبناء على ذلك فإن نفقات وزير مصر ربما زاد عليها نفقات حاكم من الحكام ، وهذا مقيد فى دهليز جرجا ، وهو ديوان عظيم ، وكل ما فى مصر من أرباب الديوان قدرهم فى ديوان جرجا وفيه أصحاب المناصب ولكن جميع كتاب الديوان من القبط لأن لهم عقل أرسطو ، إنهم يشقون الشعرة دقة منهم ويحسبون أصغر الجزئيات فى الحساب فى قدرة ومهارة ، وخلاصة القول طبق قانون السلطان سليم فلحاكم جرجا هذه الكيفية فى تدبير الأمور ، ويكون الحساب قيراطا قيراطا ولكن هذا