على ظهر هذا الحيوان بعد سبع سنوات وبقينا بين الزنوج فسخر منا هؤلاء الحمقى ، وأكلنا قليلا من الخبز وخبز الذرة وشمام وبطيخ ، وشكرنا الله ولما دخلنا المدينة لم نأكل من طعامها ، وقد فضحونا ، فسألتهم فى جرأة ، لم نأكل من ثمار حديقتكم ولم تقدموا لنا شرابا من ماء نهركم ، فأى البلاد مسقط رأسكم؟ فقالا : إن بلادنا بلاد الروم ، وبالقرب من مدينة قونيه ، فقلت لقد رأيت بلدكم ، وزرت جامع والدة مولانا ، وشاهدت مدرسة يعقوب وإبراهيم بك فسرا لذلك ، ثم قلت لهما : يا إخوان الوفاء إذا أردتم الخروج بسلام فاتبعونى واقبلوا رفقتى لأمضى بكم إلى مصر بسلامة الله ، يدى فى يدكم ، فجددوا البيعة لى وقدموا لخدامنا كسرة خبز ، وأصبحنا أخوة فى الدنيا والآخرة ، وتكلموا معى كثيرا ، وانشرحت صدورهم بحديثى معهم ، وغادرنا البستان وبينما كنا فى سيرنا جاء رجل من قلعة عطشان ودلنا على الطريق وشرفنا بصحبتهم ، وسألت عن اسمهما الشريف ، فقال أحدهما إن اسمه نعمت الله والآخر سيد جار الله ، وقالا : إننا لا نقبل جيفة الدنيا ، ولم يقبلوا أى شىء ، وقالوا خذ الرفيق قبل الطريق وقطعنا المراحل فى شدة القيظ ، وبعد عشر ساعات سرناها بلغنا قلعة بقيث.
قلعة بقيت
هى قلعة على الشاطئ الغربى للنيل ، وهى من الخشب كما أن البيوت فيها من خشب ، وبها جامع صغير مكثنا به ، وسرنا فى شدة القيظ وقطعنا المراحل سبع ساعات وبلغنا قلعة حلة الركابى.
قلعة حلة الركابى
تقع على الضفة الشرقية للنيل وهى من الخشب ، وليس فيها جامع ولا أبنية ، وسرنا على ضفة النيل تسع ساعات وبلغنا قلعة حلة الجندى ثور.
قلعة حلة الجندى ثور
يسمى حاكمها جندى ثور ، وهى قلعة من الخشب ، وبها ألف بيت للبربر من خشب وقصب ، وبها جامع ، ولا وجود فيها لثمر ، وأرضها سبخة ، ومن القلعة مضينا برجالنا إلى ملك الفونج ، وفى هذه الليلة أحضرنا كل هدايانا ورسائلنا وفى الصباح سرنا إلى