الجثة من أنفه وفمه وغيرهما ومثلت بجثة إنسان ، إن أول جرعة شربها كانت خمس قرب فانتفخ بطنه كالقربة. وقال البهلوان للملك : انظر ماذا سأفعل إنى سأحيى عابد النار هذا ببولى ، ثم قال بعض اللطائف ، فقال السلطان : لا أعرف غيرك يحيى هذا الرجل فإن لم تحيه قتلتك ، فقال : على السمع والطاعة فدق الطبول ونفخ فى المزامير فجاء الملك إلى السلطان وقال له : أيها السلطان إن هذا عابد نار إن عابد النار هذا كان بجانب النار التى أوقدتها جثة نحيلة وأصبحت جثة مختلفة الألوان وأصبح الدم ينبجث من جثته كأنه ينبجث من جراح مقاتل.
والحاصل أن هذا الميت بقى فى ميدان المحبة وأمره الملك بعرض ألعاب أخرى.
منزل عابد النار
ارتفعت ألسنة النار وتصاعدت رائحة كريهة تأذى بها جميع المشاهدين فأخبروا السلطان هذا الخبر وفرّ خدام البهلوان وأحضروا إلى السلطان ثلاثة من الخدام مقبلين وضرب رأس البهلوان فتدحرج رأسه أمام الملك فوقف البهلوان من وسط النار وجاء ثلاث بهلوانات وقبّلوا الأرض أمام الملك فأخذ من الملك العجب كل مأخذ ، ولما قدم البهلوانات لتقبيل يد الملك كانت أجسامهم مطلية بالدهن ، والحق أن البهلوان أبدى معجزات ، وبعد ذلك أمر الملك للبهلوان بمائة من الإبل ومائة من الغنم ومائة من العجول ومائة عنزة وخمسة وستين من سن الفيل وثلاثة جوارى حبشيات فدعوا للسلطان بالخير.
الدعاء الهندى
بعد أن دعا البهلوان للسلطان بالهندية قبّل الأرض بين يديه ، ولقد تعجبت ، ولكن السلطان سر لذلك ولقد تجولت فى البلاد اثنين وأربعين عاما ورأيت ثمانية عشرة مملكة ، ورأيت من الألعاب السحرية ما رأيت ويا كم رأيت فى فونجستان ونقولستان من عجائب السحر ، وتحدثت عن ذلك حديثا مختصرا ثم مضيت إلى قلعة أبسوقه مع الملك وفى طريقنا صادفنا خندق عظيم على ضفة النيل عمقه خمسون ذراعا ، وكأنما جرى النيل منه