بعد الطوفان وينصب غربا فى المحيط ، وقد فعله سيف بن ذى اليزن بعد الطوفان وقد حطم صخور الشلالات وجرى إلى مصر فى النيل وقد ظل هذا يابسا فعبرناه وبعد اثنتى عشرة ساعة بلغنا بلدة أوتمر.
بلدة أوتمر
إنها مدينة عظيمة وإن لم يكن لها قلعة تسمى بلدة ولكن حواليها ما يشبه قلعة خشب ولها خندق ورأينا فى بداية هذه البلدة هذا الخندق وعلى شاطئ النيل بيوت من اللبن وفيها نحو أربعين أو خمسين دكانا ودار ضيافة وست مقاه وعشر حانات للبوزه وسبعة جوامع والقوم على المذهب المالكى وقد قدموا إلى الهدايا واجتزنا قرى كثيرة هناك على شاطئ النيل وبعد عشر ساعات بلغنا مدينة بوروشش.
مدينة بوروشش
يحكمها وزير السودان وله مائة ألف من الجند وألفان من الفيلة وخمسمائة ألف من الرعايا ، وأنعام لا تعد ولا تحصى سبحان الذى لا يسئل عما يفعل ولكن كيف خلقنى ، فلما سمعت المصراع ولما مضينا للقاء الوزير أحضر فيلين عظيمين أحدهما أبيض والآخر أسود ، وهما فيلان مسنان يقال أن عمرهما ألف سنة ، ويصعد إليهما بسلم مقداره عشرون مرقاة ، ولم أرى مثلهما قط ، وهما أليفان وفى الروم يسمى الفيل (أكول) والفيل هناك ضخم الجثة جدا وللفيل خرطوم يتنفس منه وله صوت كصوت عذراء حزينة ، ويركب الفيل المماليك وقد جاء الفيلان للملك هدية ، ومضينا على ضفة النيل سبع ساعات حتى بلغنا قلعة بوروسته.
أوصاف قلعة بوروسته قلعة مدينة وعدستان
حينما دخلت هذه المدينة قرعت الطبول وفى كل سوق استقبلنا جمع غفير من الناس كما أن النساء السمر رفعن أصواتهن بالتهليل ، وكانوا ينظرون إلينا على أننا بيض البشرة ، وهم يقولون سبحان الله لما رآنا بعضهم لاذوا بالفرار ، وفى القلعة ستة جوامع وألف بيت من القصب ، وفيها دكاكين هنا وهناك ، وحانات للبوزة ، وهم قوم من رعايا