وإضحاكها ، ولكنها ممسوخة وإن كانت مشاهدتها تذهب عن الإنسان ما به من حزن ولكن تربيتها وتعليمها مما يورث الفقر والفيل كذلك حيوان ذكى ، وعبرنا أرض القردة ومضينا ستة أيام فى أرض ذات أحجار وأرض جبلية وأرض رملية ومضينا على شاطئ البحر ثم بلغنا وادى دنقلاب.
وادى دنقلاب
وتلبثنا فى ذلك الوادى ، وحفرنا آبارا فخرج الماء العذب ، إن هذا الوادى فى إقليم الحبشة فى قضاء سواكن سنجاغى وهو قريب من ساحل البحر ، ويسكن عرب فى هذه البقعة إنهم مائة ألف من الزنوج العراة ، وعلى مسافة قدرها مائة وخمسون ميلا شمال ميناء ينبع وهو ميناء المدينة المنورة وهو شمال هذه البقعة على الشاطئ والمدينة على ثلاث مراحل منها ، ودنقلاب ميناء عظيم ولكن فى البحر جزيرة تسمى لولو ، وهى تبدو من الميناء وفى هذه الجزيرة بيوت من قصب وفيها جامع وحانات للبوزه ، وليس فيها أرض تزرع ، وكل سكانها غواصون ، وهم يستخرجون اللؤلؤ من البحر ، وهو لؤلؤ نادر لا مثيل له ، واللؤلؤة فى حجم البندقة ، ويحكم هذه الجزيرة أغا من فرق الوالى الحبشى ، وله عشر ما يستخرج من اللؤلؤ ويحاسب الباشا ، كما أن السفن التى ترسو على ميناء دنقلاب تدفع جمركا ، وغادرنا دنقلاب واتجهنا شمالا وبينما نحن على ساحل البحر رأينا جبلا فيه دجاج ريشه مختلف الألوان والدجاج الحبشى يشبه الطواويس ومن الغد بلغنا أتله.
أرض أتله
هى تحت حكم سواكن وهى أرض رملية ويسكنها عرب زنوج وهم أربعون ألف يسكنون فى الخيام ، وهم يمنحون الباشا الحق فى المراعى وفيها ينابيع ماء عذب وتجاوزنا هذه الأرض فشاهدنا قطعان الفيلة فى الجبال السوداء وقطعان العجول السوداء ثم بلغنا قوم المرفأ.
قوم المرفأ