القلاع للحفاظ على هذا الماء ولذلك فتحت هذه الولاية وتم الاستيلاء عليها ، وكان السلب والنهب فى أركانها الأربعة ، ومن هذه القلعة غنموا ما غنموا وتحصنوا بها وأصبحوا فى عيشة رغدة ، وحول القلعة كثير من الزنوج البغاة الطغاة وفى هذه القلعة سبعمائة بيت من القصب والقش ، وسطوحها مكسوة بالتراب وفيها عشرون سوقا صغيرة وسبع مقاه وحانات للبوزه وخان وجامع لأوزدمر وسبع زوايا ولا عمران فيها سوى ذلك ولا حاجة إلى وجود حمّام فيها لأن أهلها يتجولون عراة ليل نهار وتعرق أجسامهم كأنهم فى حمّام إنها مدينة غريبة وعجيبة وحاكمهم رجل شديد عنيد وإذا ما قامت الحرب استطاع أن يجمع حوله مائة ألف مقاتل ، وهم جميعا عبيد للوالى إنه فورطجى أحمد باشا وزير مستقل وإنه الوزير الأول وقد ضاقت به الأرض بما رحبت ففر إلى إمام اليمن ، والنائب قره يسكن قلعة خرق أووا إنه كريم أحمر الوجه واسع العينين وهو على علم بالتركية وبذل لنا الدجاج وحساء القمح وخبز الذرة ، ويصدع بما يأمر هذا الرجل قوم الحبشة وفونجستان ودومبستان وعلوستان والعبابدة وسلاطينهم ، ولهؤلاء السلاطين جند ولكن إذا ما رموا بحجر هربوا وتفرقوا لأنهم جيوش جياع وضعاف البنية ، والنائب قره يحكمهم وتحت رياسته أمين الجمرك ، وله خمسة آلاف جندى من حملة البنادق يغذوهم ويكسوهم ، وإنهم جنود لهم قوة الإنكشارية ويلفون وسطهم بمنشفة وفى إحدى أيديهم بندقية وفى يدهم الأخرى منشفة مبللة بالعرق ، إنهم يتجولون فى الصحراء ، وإنهم يغيرون على كثير من البلاد فيقتلوا وينهبوا ويجمعون من ذلك مالا كثيرا وتأتيهم الهدايا من كل الأرجاء وهى هدايا لا تدخل تحت حصر ويقدم للباشا كل عام هدية قدرها ألف كيس من المال المتحصل وهو يقدم مائة وخمسين كيسا لأغوات القلعة كعلوفة لأن هذا مطلوب من الباشا ، كما أنه يقدم علوفة إلى أخواته ، وفى أيالت لا وجود للخدمات كما فى سائر البلاد ولكن فيها عشرون قائم مقام إنه يقدم إليهم كذلك علوفة ، كما أن لمن فى القلعة وخدامها علوفة خاصة بهم ، ويقدم للنائب ولمسلّم المدينة والقائد وكتخدا الباشا ونائب البوابين والإمام والأمين فى كل شهر