قديمة يفد إليها الناس والسلع بالسفن ، ولكنها الآن خربة وفيها هنا وهناك أشجار وبساتين وأنعام أهل الجزيرة تربى هناك وثمة آبار ماءها عذب ، وليس فى جزيرة موص أووا ماء وامتطينا صهوات جيادنا من جرارباشى وبعد مضى ساعتين دخلنا أرضا سهلة وبلغنا قلعة خرق.
أوصاف قلعة خرق
عند ما دخلنا هذه القلعة رحب بنا رئيسها ، ووضع فى يده منشفة ولما أردنا أن نقبل يده قال : عفوا أنتم إخوتنا الأحبة وكنتم رفاقا للبك فى طريقه من فونجستان ولكنكم ركبتم السفينة من دهلك لتبحر بكم إلى موص أووا ، والباشا فورطجى قد تمرد وعصى وبغى إنه تمذهب بالمذهب الزيدى وتعلق بأذيال الفرار إلى اليمن وقد وقفت على هذا الأمر ، وإذا ما مضيت إلى مصر أظهرت وزيرها على هذا الأمر ثم أمضى إلى الآستانة ، واسترحنا بضعة أيام ونزلنا ضيوفا عليهم ، وقال لنا : اعلموا حقيقة الأمر ، وأقمت فى حجرة خاصة بى وردّت علىّ روحى ، فاستدعى رجاله فى التو واستولى على أموال وخدام وأرزاق أحمد باشا ، وشاهدت المدينة ، إن قلعة خرق قلعة قديمة سوداء وقد فتحت على يد أوزدمر باشا وإن كانت قلعة قديمة عظيمة من الحجر على ساحل البحر الأحمر لكنها ليست ركينة ولا معمورة ، ومحيطها أربعة آلاف خطوة وهى مربعة الشكل ولها سبعة بروج وستة أبواب باب البرج الرئيسى وباب المرفأ وباب جبل جدا وباب الشيخ مظلوم وباب الماء وفى الركن القريب من الشاطئ داخل القلعة وهو الجزء المعمور داخلها ومساحته تبلغ ستمائة خطوة وقد رممه درويش أغا وصار جزءا معمورا داخلها وتبلغ مساحته ستمائة خطوة أما ما خارج القلعة ففى حاجة إلى الترميم والتعمير ، وفى القلعة بضعة مدافع وينوب عن الباشا مع مائتين من رجاله قائم مقام ، ويحاسب فى كل عام مائة كيس ويفيض له بعد ذلك خمسون كيسا ، وقضاءه مائة وخمسون أقجه والباشا يحكم الأئمة وللقلعة رئيس وأغاوات ، وهم ينالون راتبا معينا من الباشا كل شهر ، ومعظم أغاوات الباشا يسكنون فيها لأن موص أووا وبرييس أووا جزر لأن السفن تبحر من قلعة خرق أووا وفى جوانب القلعة الأربعة آبار كلها عذب ماءها وقد بنيت هذه