فرادى ولا يأكل أحد مع غيره ولا يطعمون إلا إذا نزل عليهم ضيف من سفر ويتاجرون مع الهند والسند ودمبستان وفونجستان ، وإنهم قوم على خلق عظيم يحبون الغرباء حبا جما ، ولقد ساعدونى فى حمل متاعى الثقيل ولقد جئت من مدينة كيف فى فونجستان فى أربعين يوما فى حدود دومبستان وعبرت الصحراء ، وقد تبينت أن لهم ألف جندى لهم علوفه ، كما أن رعاياهم عشرة ملايين وهذا ما قيل لى على لسان قوم بانيان والباشا ، وبما أن بلادهم خالية من الطاعون يعمر الإنسان فيهم من مائة إلى مائة وخمسين عاما ، وباشا الحبشة يرسل إلى سلطان دومبيه رسول من قبله يحمل معه اللؤلؤ والعقيق والقسى ، والسهام والحراب والبنادق والرصاص والبارود والنفط والقطران والبندق والفستق والجوز الرومى والصحون النحاسية والقمصان والسراويل والكتان والبز ، والحرير والخيط وهذه الأشياء سابقة الذكر هناك نادرة ، وقد صحبنا هذا الرسول فى طريقنا وأسلم هذه الهدايا التى فى معيته للسلطان ، وقد أكرمه السلطان كما أن السلطان بعث مع الرسل إلى والى الحبشة أربعين أو خمسين غلاما حبشيا وأربعين أو خمسين جارية والزباد وسن الفيل وقرون وحيد القرن وقط الزباد والعنبر الخام ، وترس الفيل والسياط ، وقد أرسل جميع التجار إلى الباشا ما لديهم من سلع فأخذ منهم الباشا الجمرك ، ويرد من ولاية دومبيه إلى الحبشة القمح والشعير والذرة والسمن والعسل ، وشمع العسل والدقيق والزباد وخشب الأبنوس ، وما سوى ذلك ، وكذلك الغنم والجمال والعجول والغزلان والمعز وجميع الأطعمة والأشربة ، وقد شئت أن أمضى إلى السلطان ، ولكن فى ذلك الوقت كانت الحبشة تموج بالعصيان والتمرد ، وأشفق فورتاجى أحمد باشا من بطش الثوار فركب من الليل فى باخرة أبحرت به إلى اليمن ، ولقد بقيت غريبا ، ولم أستطع الرحيل إلى بلاد أخرى ، وبذلك كانت هذه الجزيرة وبالا حط على رءوسنا فركبنا زورقا وبلغنا جرار باشى.
أوصاف جرارباشى
غادرنا بالزورق مع خيولنا ، ودخلنا إلى جرارباشى ، وجرارباشى التى دخلناها هى مدينة