مسلم وصحيح البخارى والقاموس للأخترى والصحاح للجوهرى ، وفصوص الحكم لمحيى الدين بن عربى ، وعلاوة على ذلك كان يدرس شتى العلوم فى الأزهر وله تلاميذ يربون على الألف. وكان واسع المحفوظ ، وهو شيخ القراء فى الجامع الأزهر.
وتلاميذه الذين يربون على الألف يقرأون القرآن الكريم بالقراءات المختلفة. إلا أنه حينما كان يلقى دروسه يكون منفعلا كالشرارة فياضا ، وكل من يلقى السمع إلى دروسه تنقش فى ذهنه ، كما ينقش فى الحجر ، ولا تمس حاجته إلى أن يسمع الدرس ثانية.
ـ الشيخ العياشى :
تتلمذ للشيخ على الشمرلسى ، وكان يلقى الدرس العام فى جامع السلطان المؤيد ، وكان صاحب فصاحة وإبانة ، كما كان كريما بكلامه ، تقيا ورعا. ولأنه كان يتكلم اللغة التركية انعقدت أواصر الصلة بينه وبين العلماء العثمانيين مما أثار عليه حسد الحاسدين ، إلا أنه كان حليما صبورا هادئ الطبع.
ـ الشيخ ( ) (١) العبارى :
أهل تقوى وورع ، عالم عامل فاضل ، اعتكف فى عقر داره بزاوية ( ) (٢) بالقرب من سوق الصليبة (٣) ، وقد تنبأ بإسقاط أحمد باشا. وهو لا نظير له فى مصر.
ـ الشيخ أحمد الأسكندرانى :
وهو من أكمل الكمل فى مصر ، رخيم الصوت وليس بد من وجوده عند إقامة مولد النبى فى شهر صفر ، فهو عندما ينشد الآلاف من القصائد فى مدح الرسول صلىاللهعليهوسلم وتائية عمر بن الفارض بصوت مرتفع جهورى يدخل الصوفية فى نشوة الوجد كأنما أصابهم الصرع. إن فى أنفاسه شيئا عجيبا يوقع من يلقى السمع إليه فى الوله والحيرة. لقد نال الفيض من الشيخ «على العريانى» وهو صالح من صلحاء الأمة ويزور بيت الله الحرام مرة كل عامين أو ثلاثة ، وقد ذهب ذات مرة فى قافلة من عشرة أو خمسة عشر جملا ، وبعد الطواف مضى إلى قبر المصطفى صلىاللهعليهوسلم فى المدينة المنورة ، وبينما كان يقف قبالة المقصورة الشريفة صاح بأعلى صوته قائلا : الغوث يا ملاذ العاجزين ، وكنت حاضرا
__________________
(١ ، ٢) بياض فى الأصل.
(٣) أحد أحياء القاهرة ولا يزال قائما إلى الآن بقسم الخليفة.