ولا يشرب شيء من المياه قائما إلّا هو ، وفضل وضوئه ومغاسله : أنه إذا خيف ضرر ماء يقول عليه : يا ماء ماء زمزم يقرئك السلام ، فإنه يأمن ضرر ذلك الماء ، ذكره الشيخ زرّوق في نصائحه.
والحاصل : أنه شراب الأبرار.
[١٧٠] [زمزم أفضل المياه] :
وسيد المياه وأفضلها كلها طبا وشرعا ، حتى قال بعض العلماء : هي أفضل من ماء الكوثر ، إلّا ما نبع من بين أصابعه صلىاللهعليهوسلم ، وتوقف في كونه أفضل من ماء الكوثر بعضهم كالعلامة السيوطي ، والفخر بن ظهيرة ، وقد سئل الجلال السيوطي عن ذلك بما صورته :
يا غرة في جهة الدهر أفتنا |
|
لا زلت تفتي كل من جال يسأل |
في زمزم أو ماء كوثر حشرنا |
|
ما منها يا ذا المعالي أفضل |
جوزيت بالإحسان عنا كلنا |
|
وبجنة المأوى جزاؤك أكمل |
فأجاب بما صورته :
لله حمدي والصلاة على النب |
|
ي محمد من للبرية يفضل |
ما جاءنا خبر بذلك ثابت |
|
فالوقف عن خوض بذلك أجمل |
هذا جواب ابن السيوطي راجيا |
|
من ربه التثبيت فيما يسأل |
ومال في رسالته (ساجعة الحرم) إلى تفضيل زمزم على الكوثر ، وله قول ثالث بتفضيل الكوثر عليها ؛ لأنه عطية الله لنبيه صلىاللهعليهوسلم خاصة ، بخلاف زمزم فإنه عطية لإسماعيل عليهالسلام ؛ وللتصريح بالكوثر في القرآن