[٢١٥] [سبب إخراج قريش الحطيم] :
كذا ذكره مشايخنا في كتبهم ، وسبب إخراج قريش له كما قيل : أنه لما قصرت نفقتهم كرهوا أن يدخلوا فيه شيئا من المال الخبيث ، ورأوا أن إخراج ذلك أهون من إدخال الخبيث فيه ، وكان ذلك قبل البعثة بخمس سنين (١).
وروي عنها أيضا قالت : كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيدي وأدخلني الحجر ، وقال : (صلي فيه إن أردت دخول البيت ، فإنما هو قطعة من البيت (٢)).
[٢١٦] [قدر الكعبة في الحطيم] :
وعنها أيضا : (سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الحجر هل هو من البيت؟ قال : نعم) ، وكان هذا يدل على أن جميعه من البيت. والصحيح : أن ستة أذرع منه من البيت أو ما يقارب السبعة ، كما جاء مصرحا في حديثها الآخر ، (لو لا قومك) إلى أن قال : (ولزدت فيه ستة أذرع من الحجر ، تركتها قريش لقصر النفقة).
وفي آخر عنها (فهلمي لأريك ما تركه قومك ، فأراها قريبا من سبعة أذرع (٣)) ؛ لأنه يحمل المطلق المتقدم على هذا المقيد ، وإطلاق اسم الكل على البعض جائز على سبيل المجاز ، كما أشار إليه المحب الطبري (٤).
وعن هذا قال ابن العربي : خلصنا الله به من ضيع سدنة الكعبة.
__________________
(١) انظر : الجامع اللطيف لابن ظهيرة ، ص ٨١ وما بعدها.
(٢) أخرجه أبو داود (٢٠٢٨) ؛ والترمذي (٨٧٦) وقال (حسن صحيح).
(٣) انظر بالتفصيل : مسلم ، باب النقص الكعبة وبنائها (١٣٣٣).
(٤) الجامع اللطيف ص ١٣٠.