التعبد دون غيره ما فيه من السر الإلهي الذي أودعه فيه ؛ لأن لله تعالى في كل شيء أسرارا ربانية ، ولطائف رحمانية يختص بها عن غيره ، أو ما قيل من أنه مختلى أجداده الكرام عليه وعليهم الصلاة والسلام ، أو غير ذلك والله أعلم بما هنالك (١).
[٢٧٤] [جبل ثور] :
وجبل ثور (٢) : وهو معروف بأسفل مكة ، بينه وبينها ميلان ، وقيل : ثلاثة ، وارتفاعه نحو ميل ، ويقال له : ثور أطحل ، واسم الجبل أطحل نزله ثور بن عبد مناف ، فنسب إليه ، كذا في القاموس (٣).
وقال الشيخ إدريس : (ثور) ـ بفتح المثلثة وسكون الواو ـ وهو ابن حجفل الهذلي ، وقيل هو ثور بن آدم طايخة بن إلياس بن مضر ، أبو القبيلة المشهورة : رهط.
ومنهم سفيان الثوري ، وهذا الجبل فيه الغار المذكور في قوله تعالى (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) [التوبة : ٤٠] الآية الذي اختفى فيه النبي صلىاللهعليهوسلم حين هاجر ، وروى رزين ابن أبي بكر لما رأى القافة ، اشتد حزنه على النبي صلى الله عليه
__________________
(١) انظر الجامع اللطيف ص ٢٩٩ ، ٣٠٠.
(٢) جبل ثور ـ غار ثور ـ يقع الجبل في جنوب المسجد الحرام في جهة المسفلة بحي الهجرة على يمين السائر على الطريق الدائري باتجاه مزدلفة ، ويبعد عن المسجد الحرام ثلاثة كيلو مترات ، ويبلغ ارتفاعه نحو ٧٥٩ مترا ، والغار مساحته نحو مترين مربعين ، وله فتحتان من الأمام والخلف ، والغار عبارة عن صخرة مجوفة كبيرة ، والدخول إليه يكون بانحناء ، وقد غيرت عوامل التعرية فيه الكثير. وهذا الغار دون القمة ، وصعب المرتقى ، ويستغرق الصعود إليه نحو ساعة ونصف.
(٣) القاموس المحيط (نور).