وجمع جمعت قلوبا مؤتلفة ، فألف بيني وبين جميع المؤمنين والمؤمنات ، واجعلني ممن دعاك فأجبته ، وتوكل عليك فكفيته ، وآمن بك فهديته.
ولا ينبغي النزول على الطريق ، ولا الانفراد عن الناس ، فينزل عن يمينه أو يساره.
[١٢١] [صفة الجمع بمزدلفة] :
ويفترض الجمع بها بين المغرب والعشاء بشروطه ، بأذان وإقامة ، إن لم يفعل ، وإلا ليعد الإقامة للعشاء ، ولم يجز المغرب للعشاء في غيرها ، إلّا إذا طلع الفجر ولم يعد ، فإنه ينقلب جائزا ، ويستحب الجمع قبل حط رحاله بعد إناخة جماله وعقلها ، وإذا فرغ يسن أن يبات بها ، فإن بات بغيرها يأثم ولا شيء عليه (١).
[١٢٢] [ما ينبغي من العمل في هذه الليلة]
وينبغي إحياء هذه الليلة بالصلاة والتلاوة والذكر والتضرع والدعاء ؛ لأنها جمعت شرف الزمان والمكان ، ويسأل الله تعالى إرضاء الخصوم ، ولا يتهاون في ذلك ، فإن الإجابة موعودة ، ويدعو في ليلته بمثل ما دعا بعرفة.
[١٢٣] [صلاة الفجر بمزدلفة] :
فإذا طلع الفجر يستحب أن يصليه بغلس مع الإمام ، أو حيث تيسّر ، ولا يستحب التغليس بالفجر عندنا إلّا في هذا اليوم فقط.
وإذا فرغ يستحب أن يأتي الإمام والناس إلى المشعر : وهو الذي عليه بناء
__________________
(١) انظر : منسك الكرماني ١ / ٥٣٢ ـ ٥٣٣.