[٥٢]
١ ـ [وقت الإجابة في الكعبة]
بكعبة ، أي : بيت الله الحرام زاده الله شرفا وتعظيما ، أي : داخلها من غير قيد على قول الحسن ، وهو من فضل الله تعالى ؛ إذ هو الممكن في العادة ، وبقيد وقت العصر ، وكونه بين جذعته على ما ذكره النقّاش ، وهو غير مشير عادة ؛ إذا العادة في فتحه بكرة النهار ، وفي شرح الشيخ إدريس معناه : ويمكن ذلك في دخول الحجر ؛ لأنه كله من البيت أو ستة أذرع أو شيء منه ، لكن يرده شرط كونه بين جذعته ، وسيأتي أن الحجر مما يستجاب فيه الدعاء أيضا ، والبيت أعظم أماكن الإجابة وأفضلها ، وفضله لا يحصى ، فإنه سرّ الله في أرضه ، ووجهته لعباده ، وقبلة العالم بأسره ، وبقعته أفضل البقاع ، ما عدا ما ضم أعضاءه الشريفة بالإجماع (١) ، ولذا قال سبحانه (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ) [آل عمران : ٩٦] الآية.
[٥٣] [وضع الله البيت] :
قال في المدارك : والواضع هو الله عزوجل ، والمعنى : وضع الله بيتا للناس ، أنه جعله متعبدا لهم ، فكأنه قال : إن أول متعبد للناس الكعبة ، وفي الحديث : أن المسجد الحرام وضع قبل بيت المقدس بأربعين سنة ، قيل أول
__________________
(١) قال القاضي عياض : «ولا خلاف أن موضع قبره أفضل بقاع الأرض» ، ونقل المحقق (البجاوي) في الهامش : «قال السبكي : الإجماع على أن قبره صلىاللهعليهوسلم أفضل البقاع وهو مستثنى من تفضيل مكة على المدينة». انظر : الشفاء للقاضي عياض ، ٢ / ٦٨٢ (طبعة الحلبي).