يحتمل أنه يغفر له ولا يثاب ثواب الحج المبرور ، فالمغفرة غير مقيدة بالقبول ، والذي يوجب هذا أن الأحاديث وردت بالمغفرة لجميع أهل الموقف ، ولا بد من هذا القيد والله أعلم. ا ه.
[١٠٧] [ما يحذر في الوقوف] :
من المنسك الكبير : وليحذر كل الحذر من المخاصمة ، والمشاتمة ، والكلام القبيح أيضا في مثل هذا اليوم.
[١٠٨] [ما يشتغل به في الموقف] :
ويتوجه إلى الله تعالى بالقلب والقالب ، والظاهر والباطن ، ويشتغل بالأذكار والأدعية المأثورة ، وهي أولى وأفضل ، أو غيرها مما تيسر ولم تخالف الشرع.
[١٠٩] [أدعية مأثورة للموقف] :
وروى الطبراني في الأوسط ، أنه صلىاللهعليهوسلم لما وقف بعرفات قال : (لبيك اللهم لبيك) ، ثم قال : (إنما الخير خير الآخرة (١)). وفي رواية : (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة (٢)) ، وروى مالك وغيره : (أفضل الدعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير (٣)).
__________________
(١) أورده الهيثمي في المجمع وقال : «رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن» ٣ / ٢٢٣.
(٢) أورده ابن حجر في التلخيص : «أنه صلىاللهعليهوسلم إذا رأى شيئا يعجبه قال : لبيك إن العيش عيش الآخرة».
(٣) أخرجه مالك في الموطأ ١ / ٢١٤ إلى (لا شريك له) ؛ وروى البيهقي وقال : «هذا مرسل وقد روى عن مالك بإسناد آخر موصولا ووصله ضعيف» ٥ / ١١٧.