والذي يظهر والله أعلم : الإطلاق عن الزمان والحال كما أطلقه الحسن ، وتبعه على ذلك أكثر من ذكرها من مشايخنا ؛ لأن الشرف الكمال ، وهذا قصد الحسن الحث بذلك على القرار والثبات ، ولو كان المراد به خلاف عموم الأوقات لما كان فيه كبير حث على ذلك ، والله أعلم بما هنالك.
[١٥٥] [إجابة الدعاء بالصفا والمروة] :
والمروتان : مكانان عظيمان شريفان ، ويكفي في شرفهما قوله تعالى : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) [البقرة : ١٥٨].
الشعائر : جمع شعيرة ، وهي العلامة ، والمعنى : أنهما أعلام مناسكه ومتعبداته ، وقال الملا : والأظهر أن يقال : من شعائر دينه مطلقا ، ولا يتوهم من دفع الجناح نقصهما بعد أن مدحهما الله تعالى.
[١٥٦] [أصل الصفا والمروة] :
قيل : كان على الصفا إساف ، وعلى المروة نائلة : وهما صنمان ، يروى أنهما كانا رجلا وامرأة زنيا في الكعبة ، فمسخا حجرين ، فوضعا ليعتبر بهما ، فلما طالت عبدا من دون الله ، فكان أهل الجاهلية إذا سعوا مسحوهما ، فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام ، كره المسلمون الطواف بينهما ؛ لأجل فعل الجاهلية ، فرفع عنهم الجناح فلا جناح. انتهى.
[١٥٧] [التفاضل بين الصفا والمروة] :
وهل الصفا أفضل أم المروة أفضل؟