أقول : وفيه نظر لا يخفى ، فإن الحطب والحشيش ونحوه مما يحتاج إليه أكثر من ذلك ولم يستثن العلماء إلا الإذخر (١) والكمأة اليابسة ، فقول الشيخ ذلك ، يظهر أنه خلاف المذهب. والله أعلم.
نعم إن قيل يباح ذلك مع لزوم الجزاء للضرورة فغير بعيد.
[٢٢٧] [فضل الموت في الحرم] :
ومن حديث ابن عباس ـ رضياللهعنهما ـ في شأن الكعبة : (أن آدم سأل ربه عزوجل فقال : يا رب أسألك من حجّ هذا البيت من ذريتي لا يشرك بك شيئا أن تلحقه بي في الجنة. فقال الله تعالى : يا آدم من مات في الحرم لا يشرك بي بعثته آمنا يوم القيامة).
وعن سليمان مرفوعا : (من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي ، وكان يوم القيامة من الآمنين (٢)).
وعنه صلىاللهعليهوسلم : (من مات في أحد الحرمين بعث يوم القيامة آمنا (٣)).
__________________
(١) (الإذخر): «بكسر الهمزة والخاء ـ نبات معروف ذكي الريح إذا جف ابيضّ»
(الكمأة) : الكمء : فطر من الفصيلة الكمئية ، وهي أرضية تنتفخ حاملات أبواغها : فتجنى وتؤكل مطبوخة ، ويختلف حجمها بحسب الأنواع. المعجم الوسيط (الكمء).
(السنا): «نبات شجيري من الفصيلة القرنية ، زهره مصفر وحبه مفلطح رقيق كلوي الشكل تقريبا ، يتداوى بورقه وثمره ..» المعجم الوسيط (السنا).
(٢) «رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الغفور بن سعيد وهو متروك» كما قال الهيثمي في المجمع ٢ / ٣١٩.
(٣) رواه الطبراني في الصغير والأوسط ، وفيه رجال تكلم فيهم ، وقال الهيثمي : «إسناده حسن» المجمع ٢ / ٣١٩.