[٧٥] [أحوال العارفين] :
روي أن أبا الفضل الجوهري رحمهالله لما رأى الكعبة علاه حال فقال ـ وقد دخله الطرب ـ : هذه زيارة المحبوب فأين المحبون؟ وهذه أسرار القلوب فأين المشتاقون؟ هذه ساعة الاطلاع على الدموع فأين البكاؤون ، ثم شهق شهقة وأنشد :
هذه دارهم وأنت محب |
|
ما بقاء الدموع في الآماق (١) |
ثم بادر إلى البيت باكيا.
وقد روى عنهم كثير من هذا الباب ، وما ذاك إلا للسر الذي قصر عن بيانه الإطناب ، وما أحسن قول العارف بالله تعالى السيد عبد الله با علوي رحمهالله تعالى.
__________________
(١) هذا قول الشبلي كما ذكر ابن الجوزي : «وحج الشبلي ، فلما وصل مكة جعل يقول : أبطحاء مكة هذا الذي أراه عيانا ، وهذا أنا ، ثم غشي عليه ، فأفاق وهو يقول :» مثير العزم الساكن ١ / ٣٨٩.