السابع : طواف التطوع : وهو ما زاد على ذلك بلا سبب.
وكل واحد من هذه الأنواع له حكم يخصه ، فلينظره في محله من أراده (١).
[١٤٧] [الدعاء والذكر في الطواف] :
تذييل : في بعض الأدعية المأثورة في الطواف ، قال في فتح القدير : «واعلم أنك إذا أردت أن تستوفي ما أثر من الأدعية والأذكار في الطواف ، كان وقوفك في أثناء الطواف أكثر من مشيك بكثير ، وإنما أثرت هذه [في طواف فيه تأنّ ومهلة] ومهل لا رمل ، ثم وقع لبعض السلف من الصحابة والتابعين أن قال في موطن كذا وكذا ؛ [ولآخر في آخر كذا ، ولآخر] في نفس أحدهما شيئا ، فجمع المتأخرون الكل ؛ لا أن الكل في الأصل لواحد ، بل المعروف في الطواف مجرد ذكر الله تعالى ، ولم نعلم خبرا روي فيه قراءة القرآن. انتهى كلامه (٢).
ولعل مراده على طريق التلاوة ، وأما على طريق الدعاء ففيه شيء ، بل وعلى الأول أيضا ؛ إذ لا يعلم القصد إلا الله تعالى إذ ثابت قراءة (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ) [البقرة] الآية ، نعم الأذكار والأدعية الواردة أفضل من قراءة القرآن كما قيل ، والظاهر أن كل ما ثبت عنه صلىاللهعليهوسلم من دعاء وذكر وقراءة في محل ، فهو أولى وأكمل
__________________
(١) انظر بالتفصيل : المبسوط ، ٤ / ٣٤ ؛ البدائع ٢ / ١٤٦ ؛ منسك الكرماني ١ / ٤٢٠.
(٢) ما بين المعكوفتين أضيفت من نصّ فتح القدير لتصحيح العبارة ، ٢ / ٤٥٢ ، ونقل قبل هذه العبارة عن «محمد رحمهالله [أنه] لم يعين في الأصل لمشاهد الحج شيئا من الدعوات ؛ لأن التوقيت يذهب بالرقة» وعلق عليها بقوله : «لأنه يصير كمن يكرر محفوظه بل يدعو بما بدا له ، ويذكر الله كيف بدا له متضرعا» ١ / ٤٤٧.