منهم : علي ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير رضياللهعنهم ، وفي جدارها أثر مرفق النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولذا يسمى زقاق المرفق كذا في الجامع اللطيف ، ويقابل هذه الدار جدار فيها حجر ، يقال : إنه كان يسلّم على النبي صلىاللهعليهوسلم كلما اجتاز. ولعله إن صح هو المعني بقوله صلىاللهعليهوسلم : (إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلّم عليّ ليالي بعثت (١)) كذا قال الفاسي ، وفي الشفا : إنه الحجر الأسود ، واستبعده المحب الطبري (٢).
[٢٥٠] [دار الأرقم بن أبي الأرقم] :
ومنها : دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي ، المعروفة بدار الخيزران ؛ لبنائها لها ، وهو محل شريف ؛ لأنه صلىاللهعليهوسلم استتر فيه في مبدأ الإسلام ، وأسلم به جمع من الصحابة السادة الكرام ، منهم : حمزة ، وعمر رضياللهعنهم أجمعين ، وأكمل الله به الأربعين ، وأعزّ به الدين ، وحقّق بإسلامه دعوة سيد المرسلين ، وأظهر الله به الدين ونزل فيه : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٦٤) [الأنفال](٣).
__________________
الذي هو (دكانه) ؛ ليكون قريبا من المصطفى صلىاللهعليهوسلم ، علما بأن العامة من المكيين يطلقون على موقع دار ـ بأسفل مكة ـ (دار أبي بكر الصديق) وفيه مسجد يسمى (بمسجد أبي بكر) ، وحدد صاحب الجامع اللطيف هذه الدار ـ بقرب من بركة ماجن ، ومنها هاجر إلى المدينة المنورة من غار ثور ، كما يأتي في ذكر مسجد أبي بكر ، وهذا يقوي ما ذكرت بأنه كان له رضياللهعنه منزلان ، وبه يجمع بين القولين والله أعلم ، انظر بالتفصيل البحر العميق ، ٥ / ٢٦٣٩ ، الجامع اللطيف ، ص ٢٨٨.
(١) أخرجه مسلم (٢٢٧٧) ؛ والترمذي (٣٦٢٤).
(٢) الجامع اللطيف ص ٢٨٨.
(٣) الجامع اللطيف ص ٢٨٩ ، وموقعها الآن بالصفا عند مبدأ السعي على يسار الصاعد إليه من جهة الشرق ، وهي الآن في التوسعة ولا تكاد تعرف ويحتمل أن يكون موقعها هو سلم دار الأرقم الكهربائي خلف الصفا.