[١٤٩]
٧ ـ [من أماكن الإجابة المسعى]
وسعي أي : مكانه. وكان الأولى أن يقول : ومسعى ؛ لأن المراد المكان وهو ما بين الصفا والمروة ، يعني : ومما يستجاب فيه الدعاء المسعى ، لا سيما بين الميلين الأخضرين ، إما مطلقا كما ذكره الحسن لشرف المكان ، أو بقيد وقت العصر كما في نظم العصامي عن النقاش ، ومقتضى كلام الملا علي : أن الإجابة تتقيد بمباشرة السعي ، ويمكن الإطلاق ، ومال الشيخ إلى الإطلاق حتى عن قيد النقاش ، وقال : لأن الفضيلة للمحل لا بخصوص العمل ، ويظهر أنه الأصوب والأكمل ، وفضل الله أشمل.
والمسعى مكان شريف ومشعر عظيم ، ولو لم يكن من فضله إلّا ما شرع الله فيه من عبادة السعي الذي هو واجب عندنا وفرض عند مالك والشافعي وغيرهما ، لكفى (١).
وذكر القطب الحنفي : أن بعض المسعى من عرضه أدخل في المسجد ، ثم توقف في صحة وقفه مسجدا وفي الاعتكاف فيه ؛ لأنه مستحق لعمل النسك فلا يصح تملكه ولا وقفه ، ثم استبعده بأنه لو وقع لأنكره العلماء الذين لا يخافون في الله لومة لائم.
[١٥٠] [أحكام السعي] :
تتمة : السعي واجب في الحج والعمرة ، والهرولة بين الميلين سنة
__________________
(١) انظر : الهداية ١ / ١٤٢ ، المدونة ١ / ٤٠٩ ، المهذب ١ / ٢٢٩ ، شرح المنتهى ٢ / ٧٢ ، مختصر اختلاف العلماء ٢ / ١٤٥.