[١١٢] [تعريف الدعاء] :
أما لغة : فظاهر ؛ لأنه الرغبة إلى الله تعالى كما في القاموس. وأما اصطلاحا : فكذلك ؛ إذ معناه : رفع الحاجات إلى رافع الدرجات ، وطلب قضائها منه تعالى ، والذاكر قصده بذكره رفع حاجته التي هي طلب زيادة حب الله تعالى وبقاء شهوده ، واتصاله بقربه ، والاستئناس به ، وإن ذكره لكونه أهلا لذلك ، فهو لا يخلو عن الافتقار أيضا وهذا قصد الكمّل ولذا قال : (دعائي ودعاء الأنبياء قبلي) ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
[١١٣] [العتق يوم عرفة] :
وأخرج ابن أبي الدّنيا في كتاب الأضاحي عن علي رضياللهعنه أنّه قال وهو بعرفات : لا أدع هذا الموقف ما وجدت إليه سبيلا ؛ لأنه ليس في الأرض يوم أكثر عتقا للرقاب فيه من يوم عرفة ، فأكثروا فيه من قول : اللهم اعتقني من النار ، وأوسع لي في الرزق الحلال ، واصرف عني فسقة الجن والإنس ، فإنه عامة ما أدعوك به (١).
وليكثر من دعاء الخضر عليهالسلام وهو : «يا من لا يشغله شأن عن شأن ، ولا سمع عن سمع ، ولا تشتبه عليه الأصوات ، يا من لا تغلطه كثرة المسائل ، يا من لا يبرمه إلحاح الملحيّن ولا تضجره كثرة السائلين ، أذقنا برد عفوك ، وحلاوة مغفرتك يا أرحم الراحمين». والدعاء في هذا الباب كثير لكن ما تقدم الشهير.
__________________
(١) رواها ابن الجوزي بسنده في (مثير العزم) ١ / ٢٥٥.