[١٨٢]
١٣ ـ ١٤ ـ ١٥ ـ [من أماكن الإجابة الجمرات]
أو بعد الرمي ، وعند طلوع الشمس ، قال الملا علي : والظاهر تقييدها بأوقاتها المعروفة ، أي : لأنه يمكن الدعاء مع المشي.
وأما الأولى والوسطى فأمرهما ظاهر ؛ لأن الوقوف عندهما سنة. والجمار : ـ هي الصغار من الحجارة ، ـ جمع جمرة ، وبها سمّوا المواضع التي ترمى جمارا وجمرات ، لما بينهما من الملابسة من تسمية المحل بالحال ، وقيل لجمع ما هناك من الحصى ، من تجمر القوم إذا تجمعوا ، أو جمر شعره إذا جمعه على قفاه.
[١٨٣] [الحكمة من رمى الجمار] :
وهي من أماكن الإجابة ومنازل العبادة ، ولا ينافيه ما روي من أن الرمي لطرد الشيطان ونحوه ؛ لأن الحق أنه فعل تعبّدي أمرنا به ، ولا ندرك حكمته كالطواف ، والسعي ، وهو الصحيح الذي عوّل عليه المحققون من علمائنا والشافعية وغيرهم ، ولذا قال بعضهم : لو كان القصد بالرمي النكاية لجاز بنحو النشاب ، أو الإهانة لجاز بنحو البعر ، أو الإكرام لجاز بنحو النقد ، فلم يبق إلّا التعبّد المحض وإتباع النص وأخرج سعيد بن منصور أنه صلىاللهعليهوسلم سئل عن رمي الجمار؟ فقال : (الله ربكم تكبرون ملّة أبيكم إبراهيم تتبعون ، ووجهة الشيطان ترجمون ، وسنة نبيكم تتبعون (١)).
__________________
(١) رواها البيهقي عن ابن عباس موقوفا ٥ / ١٥٣.