وقيل : إن شدة سواده أن الحريق أصابه مرتين في الجاهلية والإسلام.
وهل كان يسمى بالأسود قبل الاسوداد أم تجدد ذلك له؟ قال العلامة الفخر بن ظهيرة : لم أر في ذلك نقلا ، ويحتمل أنه كان يسمى بذلك لما فيه من السؤدد ، فيكون المراد بقولهم أسود أي ذو سؤدد ، ويحتمل أنه لم يسم بذلك إلا بعد اسوداده ، والله أعلم.
[١٣٣] [شهادة الحجر على العباد] :
وعن مجاهد : يأتي الحجر والمقام يوم القيامة مثل أبي قبيس كل واحد منهما له عينان وشفتان يناديان بأعلى صوتهما يشهدان لمن وافاهما بالموافاة (١).
وعن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : (إن الله تعالى يعيد الحجر إلى ما خلقه أول مرة) ، وقال الفشني في شرحه على الأربعين النووية : الحجر الأسود أصله ملك وكّله الله تعالى بأن يعين آدم بأن لا يأكل من الشجرة فنسي آدم ، وأغفل الله تعالى الملك ، فصيره الله تعالى الحجر الأسود (٢).
__________________
(١) أخرجه الأزرقي ١ / ٣٢٣.
(٢) خواص الحجر الأسود :
غاب ذلك الملك عن آدم عليهالسلام في بعض جهات الجنة ليأتيه ببعض مستطرفات ثمار الجنة ويلهيه بها عن الأكل من الشجرة ، فصادف دخول إبليس ـ لعنه الله ـ الجنة لإغواء آدم وحواء غيبة الملك عن آدم ، فتمكن منه إلى أن أكل منها وحصل منه ما حصل ، فلما رأى الملك انزعاج أهل الجنة وخوفهم رجع مسرعا إلى آدم ، فرآه بتلك الحالة واستفسر منه عن الأكل من الشجرة فذكر له ، ثم نظر الله إلى ذلك الملك بنظر هيبة فصيره ياقوتة بيضاء ، نورها يملأ الخافقين ، وذلك بعد سؤاله عن غيبته عن آدم وجوابه وتوبيخه ، من شرح ملتقى المعارج. انتهى. كما ورد بهامش المخطوطة.