[٢٧٥] [فضائل ثور] :
ومن فضائل ثور : ما يروى أنه كلم النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقال له : إليّ يا رسول الله فإني قد آويت قبلك سبعين نبيا (١) ، وما قال المرجاني في بهجة النفوس : ذكر لي أن رجلا كان معه مال وبنون ، وأنه أصيب بذلك ، فلم يحزن ولم يجزع على مصائبه بقوة صبره وتحمله ، قال : فسألته عن قوة صبره وحسن تحمله؟ قال : إن من دخل غار ثور الذي آوى النبي صلىاللهعليهوسلم وصاحبه أبا بكر رضياللهعنه ، وسأل الله تعالى أن يذهب عنه الحزن. لم يحزن على شيء ، وقد فعلت ذلك فما وجدت قط حزنا ، قال المرجاني : هذه الخاصة من تأثير قوله تعالى (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) [التوبة : ٤٠].
وما نقل عن البكري ـ رحمهالله ـ أنه قال في جبل ثور : من كل نبات الحجاز ، وفيه شجرة من حمل منها شيئا لم تلدغه هامة.
ونقل الفاسي عن ابن عباس ـ رضياللهعنهما ـ : أنّ قتل قابيل أخاه هابيل كان في ثور (٢).
وفضل هذا الجبل عظيم ، ولو لم يكن من ذلك إلا ذكر غاره في القرآن لكفى ؛ ولأجل ذلك فضله على حراء [جماعة] ، منهم الفيروزآبادي ، ولابن فهد فيه تأليف حسن سماه : «النور في فضائل جبل ثور» والغار الذي فيه بابان
__________________
(١) انظر : الجامع اللطيف ص ٣٠٠. هذا الحديث ورد في فضل (حراء) والقائل هو حراء ، كما ذكر المرجاني في بهجة النفوس ، ١ / ١٣٢ وابن الضياء في البحر العميق ، ٥ / ٢٦٥٤ ؛ وقال السهيلي في حديث الهجرة : وأحسب في الحديث أن ثورا ناداه أيضا لما قال له ثبير : اهبط عني» كما نقل صاحب البحر العميق ، ٥ / ٢٦٥٤.
(٢) راجع المصدر السابق نفسه.