[٢٣٨] [المضاعفة بين المسجد والحرم] :
وقال الفخر بن ظهيرة : لا يلزم من المضاعفة في المسجد أن يكون أفضل من البيت ؛ إذ فضيلة المسجد المذكور من حيث التضعيف. أه.
ثم قيل : إنها مختصة بالرجال دون النساء ؛ لأن صلاتهن في البيت أفضل ، ثم التضعيف المذكور يرجع إلى الثواب لا إلى الإجزاء عما في الذمة من الفوائت إجماعا ، لاكما يوهمه قول النقاش : حسبت الصلاة في المسجد الحرام ، فبلغت صلاة واحدة عمر خمسة وخمسين سنة وستة أشهر وعشرين ليلة (١).
وحسب الشيخ بدر الدين ابن الصاحب الإرشاري رحمهالله تعالى : ثواب صلاة الجماعة في المسجد الحرام ، ثم قال : فتلخص أن صلاة واحدة في المسجد الحرام جماعة بفضل ثوابها على ثواب من صلّى في بلده فرادى ، حتى بلغ عمر نوح عليهالسلام بنحو الضعف (٢).
وهذا كله بالنظر إلى الروايات المشهورة ، وأما على الروايات الأخر فكذلك يبلغ آلاف كرات من السنين على ما جمعه بعضهم.
[٢٣٩] [المضاعفة عامة] :
قال في المنسك الكبير : ثم اعلم أن هذا التضعيف لا يختص بالصلاة بل يعم جميع الأعمال ؛ لما صرّح به بعض العلماء الكبار ، وقال الحسن البصري في رسالته : ما أعلم اليوم من بلد على وجه الأرض بلدة يرفع فيها من الحسنات وأنواع البرّ كل واحدة منها بمائة ألف ، ما يرفع بمكة ، ثم ما
__________________
(١) الأزرقي ١ / ٣٥٠ ، والشافعي في المسند ١ / ٢٦.
(٢) الجامع اللطيف ، ص ١٧٦.